للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من طولِ ما جرَّبني أيامُها

ولا تُرى حانيةً أرحامُها

وليلة قد بِتُّ ما أنامُها

أحييتُها حتى انجلى ظلامُها١

وكان وزن الشعر يبيح هذا الأسلوب في الكتابة فيستقل الشطر أو البيت "شطران بينهما فسحة" على سطر واحد يترك سائره خاليًا. وإنما كان هذا في الأصل إشعارًا للقارئ بأن هذا شعر، وإلا فقد كان ينبغي ألا تترك في الأسطر فراغات، تمامًا كما نفعل حين نكتب النثر.

وجاء الشعر الحر جاريًا على أساليب الشعر العربي، فراح الشاعر يكتب كل شطر من أشطره على سطر، سواء أكان شطرًا طويلًا أم قصيرًا، كما في هذه الأشطر من "المتقارب":

وكنا نسميه، دون ارتياب، طريق الأمل

فما لشذاه أفل؟

وفي لحظة عاد يُدعى طريق الملل٢؟

وإنما يترك الشاعر سطرًا، مثل الثاني في هذه الأسطر، خاليًا لأن "فما لشذاه أفل" كانت شطرًا كاملًا له وزن وضرب وقافية، وكان هذا الشطر مستقلًّا عن الشطرين اللذين جاءا قبله وبعده، فمن حقه أن يُخص بسطر يفرد له، على الأسلوب العربي. وهذه هي القاعدة في الشعر الحر، فهو يقطع على أسطر بحسب وزنه، كلما انتهى منه شطر


١ للشاعر عمير بن شييم القطامي. ديوان القطامي. دار الثقافة، بيروت ١٩٦٠ "ص١٦١".
٢ قصيدة "طريق العودة" من ديوان المؤلفة "قرارة الموجة" "الطبعة الرابعة" دار العودة – بيروت، ١٩٧١ "ص٥٧".

<<  <   >  >>