للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأمر والمصدر واسم الفاعل" وذلك سبعة أفعال هي "كان، أمسى، أصبح، أضحى، ظل، بات، صار" تقول: "راقب الطبيبُ المريضَ في بَيَاتِه مُستريحا، ووجده في النهار مُصبحًا هادئا" وتقول: "كلّ مهملٍ صائرٌ إلى الضياع" ومن ذلك قول الشاعر:

ببذْلٍ وحِلْمٍ سادَ في قومه الفتى ... وكونُك إيّاه عليك يَسيرُ١

وقول الآخر:

وما كلُّ من يُبدي البَشَاشَةَ كائنا ... أخاك إذا لم تُلْفِه لك مُنجِدا٢

الثاني: ما يتصرف تصرفا ناقصا، إذ يأتي منه "الماضي والمضارع واسم الفاعل" ولا يأتي منه "الأمر والمصدر" وهو أفعال الدوام والاستمرار "زال، برح، فتئ، انفك" ومن ذلك ما ينسب إلى عَلِيٍّ: "ما يزال الرجلُ عالِمًا ما طلب العلم، فإذا ظنَّ أنه قد علم فقد جَهِل" ومن ذلك أيضًا قول الحسين بن مطير الأسدي:

قضى الله يا أسماءُ أنْ لستُ زائلًا ... أحبُّك حتى يُغْمِضَ الجفنَ مُغْمِضُ٣

الثالث: ما لا يتصرف مطلقًا، بل يبقى على ما هو عليه من الماضي وذلك الفعلان "ليس -باتفاق-، دام -على الأصح-" فلا يأتي منهما


١ الشاهد: في البيت "كونك إياه" فإن مصدر "كان" هو "كون" وضمير المخاطب "الكاف" مضاف إليه اسمه "وكلمة" "إياه" خبره.
٢ الشاهد: في البيت "كائنا أخاك" فإن اسم الفاعل من "كان" هو "كائن" واسمه ضمير مستتر، وكلمة "أخاك" خبره منصوب بالألف.
٣ الشاهد: "زائلا أحبك" فإن "زائلا" اسم الفاعل من "زال" واسمه ضمير مستتر تقديره "أنا" وجملة "أحبك" في محل نصب خبره.

<<  <  ج: ص:  >  >>