للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحروف، فكانت أحْمل؛ لأن يُتصرف في معمولها ا. هـ. وهذا تعليل لا قيمة له في دراسة اللغة، وإن كان يفيد في تثبيت الفكرة في الذهن؛ لأن الأساس في كل ذلك هو استعمال اللغة نفسها.

لكن، يستدرك على هذا ما إذا كان الخبر ظرفًا أو جارا ومجرورا -شبه جملة- فإنه يصح حينئذٍ توسطه بين هذه الحروف وبين الاسم، ومن ذلك العبارة المشهورة "إنّ من البَيَانِ لسحْرًا، وإنَّ من الشِّعرِ لحِكْمَةً" وقول القرآن: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} ١ وقوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى} ٢.

بل إن هذا الاستدراك يشمل أيضا معمول الخبر -وذلك بأن يكون اسما يشبه الفعل وله مفعول- حيث يصح أيضًا أن يتوسط بين هذه الحروف وبين الاسم والخبر، ومن ذلك ما أورده سيبويه من قول الشاعر:

فلا تَلْحَنِي فيها فإنّ بحبِّها ... أخاك مصابُ القلبِ جَمُّ بَلَابِلُه٣


١ الآيتان ٥، ٦ من سورة الشرح.
٢ الآية ٢٦ سورة النازعات.
٣ لا تلحني: لا تؤنبني، جم بلابله: كثير أحزانه ووساوسه واضطرابه.
الشاهد: في "إن بحبها أخاك مصاب القلب" وأصل الجملة "إن أخاك مصاب القلب بحبها" فالجار والمجرور متعلق بكلمة "مصاب" اسم المفعول، فهو معمول له، وقد تقدم، فتوسط بين الحرف "إن" وبين الاسم والخبر، وهذا جائز في اللغة.

<<  <  ج: ص:  >  >>