للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثل "الذّكيُّ يُمَيِّزُ بين النافع والضار" تساوي "الذكيُّ مُمَيِّزٌ بين النافع والضار".

ج- ورأي ثالث: أن الذي رفع المضارع هو حروف المضارعة، أي "الهمزة والتاء والنون والياء" التي تأتي في أول المضارع، مثل "أقرأ، تقرأ، نقرأ، يقرأ" وهذا كلام غريب!!

د- ورأي رابع: أن الذي اقتضى رفع المضارع هو مشابهته لاسم الفاعل، وقد تقدم ذلك.

ومن البيّن -بعد عرض هذه الآراء باختصار- أن هذا الكلام كله دعا إليه البحث عن العامل، وهو بحث لا علاقة له باللغة، فهو جهد ذهني مشكور لكنه غير مفيد، والمفيد حقا أن يقال: "يرفع المضارع إذا ورد في الجملة ولم يسبقه ناصب أو جازم".

لكن، قد وردت شواهد في اللغة لا تتفق مع ذلك، وإليك هذه الشواهد وما قيل عنها:

- ما ينسب لأبي طالب، عم النبي، من قوله يخاطب النبي:

محمدُ تَفْدِ نفسَك كلُّ نفسٍ ... إذا ما خفْتَ من شيءٍ تَبَالَا١

فالفعل "تفد" حذف منه حرف العلة مع أنه متجرد من الناصب والجازم فلم يرفع.


١ التبال: الوبال، ومعناها: الهلاك والدمار.
الشاهد: أن الفعل "تفد" لم يرفع مع أنه متجرد من الناصب والجازم فقد ورد في صورة المجزوم بحذف حرف العلة، وأصله "تفدى"، وقد خرجه النحاة على أنه مجزوم بلام طلب محذوفة، والتقدير "لتفد"، والرأي أن هذا يفسره لغة الشعر الخاصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>