للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل من النصب والجر إذن جائز، لكن التفصيل إنما هو في الأرجح منهما على ما يلي:

١- المفعول لأجله المجرد من أل والإضافة، النصب أحسن من الجر بحرف التعليل، تقول: "صلَّى المؤمنُ لربِّه إيمانا واحْتِسَابا" ويصح: "صلَّى المؤمنُ لربِّه لإيمانٍ واحتسابٍ".

ومن الجر قول الشاعر:

من أمَّكُمْ لرغْبةٍ فيكم جُبِر ... ومن تكونوا نَاصِرِيه ينتصرْ١

٢- المفعول لأجله المقترن "بأل"، الجر بلام التعليل فيه أحسن من النصب، تقول "ذهبتُ للقناطر للترويحِ عن النفس" ويصح "ذهبتُ إلى القناطر التّرويحَ عن النفس" ومن النصب قول قريط بن أنيف يذم قومه لجبنهم مع كثرتهم:

لكنَّ قومي وإن كانوا ذَوِي عَدَدٍ ... ليسوا من الشرِّ في شيءٍ وإنْ هَانَا

يَجزُون من ظُلْمِ أهل الظُّلْم مغفرةً ... ومن إساءةِ أهْل السُّوءِ إحسانَا

كأنَّ ربّك لم يخلُق لخشيته ... سواهم من جميعِ الخلق إنسانَا


١ أمكم: قصدكم، جبر: الأصل فيه جبر الكسر، والمقصود: العون على نواحي الضعف في الحياة.
الشاهد: في "أمكم لرغبة" فهذه جملة مستوفاة لشروط المفعول لأجله والمفعول لأجله "رغبة" مجرد من "أل والإضافة" يصح فيه النصب -وهو الأحسن- والجر بلام التعليل، وقد جاء في البيت مجرورا باللام.

<<  <  ج: ص:  >  >>