للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: أن هذه الأمثلة تؤدي تماما عمل اسم الفاعل بالتفصيل السابق الذي مر عنه، بل إن بعض كتب النحو تذكر أن هذه الصيغ محولة عن اسم الفاعل بقصد إفادته المبالغة، وهذا كلام لا معنى له، فهي صيغ مستقلة مأخوذة من الأفعال دون أن تحول عن غيرها.

أوزان المبالغة وشواهدها:

هي خمسة أوزان، أكثرها استعمالا في العربية الثلاثة الأولى ثم الرابع ثم الخامس، وهي:

١- فعَّال: مثل "حمَّال، صبَّار، سبَّاق" تقول: "كان الرسول حمَّالًا المكروهَ وصبَّارًا على الأذى وسبَّاقًا لتقديمِ المواساة" ومن ذلك أيضا "طمَّاع، قتَّال" ومن شواهده:

- قول العرب: "أما العسلَ فأنا شرَّاب".

- قول الشاعر:

أخا الحربِ لَبَّاسًا إليها جِلَالَهَا ... وليس بوَلَّاجِ الخَوَالِفِ أعْقَلا١

٢- مِفْعَال: مثل "مِقْدَام، مِضْيَاف، مِتْلَاف، مِزْوَاج" تقول: "من صفات المدنيّ الكريم أن يكون مِقْدَامًا في الحرب مِضْيَافًا في منزله، ومن صفات المتخلّف السفيه أن يكون مِتْلَافًا لأمواله مِزْوَاجًا للنساء دون حاجة" ومن ذلك:


١ لباسا إليها جلالها: الجلال: ملابس الميدان، ولاج: كثير الدخول، الخوالف: أعمدة الخيام، أعقلا: الشديد الجبن.
يقول: إنني شجاع محارب أجيد ارتداء ملابس الميدان، ولست نذلا جبانا أتسرب بين أعمدة الخيام للاعتداء على الجارات.
الشاهد: قوله: "لباسا إليها جلالها" فإن "لباس" صيغة مبالغة على وزن "فعال" بعمل الفعل، ونصب بعدها المفعول "جلالها" وفاعلها ضمير مستتر.

<<  <  ج: ص:  >  >>