للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ج- أن تتجه العوامل المتنازعة للمفعول وبحيث يصح اتجاهها له لفظا ومعنى، وهذا أمر بدهي، وإلَّا فليس هناك تنازع.

وبمراجعة النصوص السابقة كلها نجدها محققة لشروط التنازع ودليلا عليه ففي الآية الأولى الفعلان "آتوني، أفرغ" يطلبان "قطرا" مفعولا به، وفي الآية اسم الفعل "هاؤم: خذوا" والفعل "اقرءوا" يطلبان "كتابِيَه" مفعولا به، وفي الحديث الأفعال "تسبحون، تحمدون، تكبرون" كل منها يطلب الكلمتين "دبر، ثلاثا وثلاثين" الأولى ظرف مكان، والثانية نائبا عن المفعول المطلق، وفي البيت كل من اسمَي الفاعل "مُغِيثًا، مُغْنِيًا" يطلب اسم الموصول "مَنْ أجرْتَه" مفعولا به.

توجيه العوامل المتنازعة:

اختيار الكوفيين:

استمع واهتدَوا الراغبون في الحق والخير.

وصدَّ الكِبْرُ وأضلَّهم العنادُ الراغبين عن الحق والخير.

فتمادَوا ثم أوغلوا فيهما في الشر والضَّلال.

اختيار البصريين:

استمعوا واهتدى الراغبون في الحق والخير.

وصدَّ الكِبْرُ وأضلَّ العنادُ الراغبين عن الحق والخير.

فتمادَوا ثم أوغلوا في الشر والضلال.

لا خلاف بين البصريين والكوفيين في جواز إعمال أيّ العاملين أو العوامل المتنازعة متقدمة أو متأخرة، لكن الخلاف بينهما في الأحسن والأولى.

جاء في أوضح المسالك: اختار الكوفيون إعمال الأول لسَبْقِه والبصريون الأخير لقربه ا. هـ.

ويترتب على هذا الاختيار والمفاضلة ما يلي:

<<  <  ج: ص:  >  >>