للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثاني: قواعد علم أسباب النزول]

أ- تعريفه:

قال السيوطي١: "والذي يتحرر في سبب النزول أنه ما نزلت الآية أيام وقوعه ليخرج ما ذكره الواحدي في تفسيره٢ في سورة الفيل من أن سببها قصة قدوم الحبشة٣ فإن ذلك ليس من أسباب النزول في شيء بل هو من باب الإخبار عن الوقائع الماضية ... ".

وعلى هذا فنزول القرآن -كما يقول الجعبري- على قسمين:

- قسم نزل ابتداء.

- وقسم عقب واقعة أو سؤال٤.

فكل رواية لا تذكر واقعة عينية او سؤالًا محددًا في أيام تنزل الوحي فلا تقبل على أنها سبب نزول، وإنما تؤخذ باعتبارها تفسير لتلك الآية أو الآيات، وبهذا التحديد يحصل التمايز بين القسمين. على أننا يجب أن لا يغيب عن بالنا ما قاله الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور: "أسباب النزول ما هي إلا مناسبات، لا أسباب


١ في "الإتقان" "١/ ٣١" و"لباب النقول" "ص١٤" وقد شرح الزرقاني هذا التعريف انظر "مناهل العرفان" "١/ ٩٩-١٠١".
٢ لم يقل في "لباب النقول": في تفسيره، وفي "الأسباب" "ص٥٠٠": نزلت في قصة أصحاب الفيل ... ".
٣ في الأصل هنا زيادة هي: "به" وهي زيادة لا معنى لها فحذفتها.
٤ "الإتقان" "١/ ٢٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>