للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأول ثم ابتدأت قراءة التصريف والعوامل على الامام الياس خواجه وتعلمت الخط من الخطاط المعروف ببوكرى احمد جلبى ولما بلغ سنى الى اربعة عشر اعطانى ابى من وظيفته كل يوم عشرة دراهم والحقنى بزمرته وجعلنى تلميذا في القلم المعروف بمحاسب? آناطولى من اقلام الديوان فاخذت قواعد الحساب والارقام والسياقة من بعض الخلفاء فيه وكنت اسبقه في مدة قليلة ثم لما خرج العساكر الى قتال آبازه باشا سنة ثلاث وثلاثين والف سافرت مع ابى وشاهدت الحرب الواقع في تلك السنة بناحية قيصرية ثم سافرت سفرة بغداد مع والدى وقاسيت الشدائد في المحاصرة مدة تسعة اشهر من الحرب والقتال وانقطاع الآمال باستيلاء القحط والغلاء وغلبة الاعداء ولكن البلية اذا عمت طابت ذلك تقدير العزيز العليم ولما رجعنا مأيوسين مخذولين ودخلنا الموصل مات والدى في يوم من ايام ذي القعدة سنة خمس وثلاثين وألف وسنه في حدود الستين ودفن في مقابر الجامع الكبير ومات عمى ايضا بعد شهر في منزل جراحلو بقرب من نصيبين ثم كنت رفيقا مع بعض اقربائى الى ديار بكر فاقمت هناك وكان رجل من اصدقاء ابى يقال له محمد خليفة جعلنى تلميذا في القلم المعروف بمقابلة السوارى.

وكتب القسم الاخير من ترجمته في آخر آخر تأليفاته القيمة وهو كتاب ميزان الحق في اختيار الاحق وتعريبه ما يأتى: وبعد ان عاد من محاصرة ارزن الروم (ارضروم) الى الآستانة سنة ١٠٣٨ مع العساكر قصد جامع السلطان محمد الفاتح باستنبول يوما فرأى الشيخ محمد بن مصطفى الباليكسري المعروف بقاضي زاده يلقى الدرس فيه وكان عالما طلق اللسان عظيم التأثير في نفوس سامعيه فاجتذبه سحر بيانه الى طلب العلم وانضم اليه وصية والده له بالطلب فجدد المقدمات واعادها فحصل الملكة التامة في زمن يسير وحضر دروس قاضي زاده الى سنة ١٠٣٩ وبعد ما رجع من سفر همدان وبغداد سنة ١٠٤١ الى استنبول قرأ على قاضي زاده