للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[علم أصول الدين]

المسمى بالكلام يأتي في الكاف.

[علم أصول الفقه]

وهو علم (١) يتعرف منه استنباط الأحكام الشرعية الفرعية عن أدلتها الإجمالية وموضوعه الأدلة الشرعية الكلية من حيث أنها كيف يستنبط عنها الأحكام الشرعية ومباديه مأخوذة من العربية وبعض من العلوم الشرعية كأصول الكلام والتفسير والحديث وبعض من العقلية والغرض منه تحصيل ملكة استنباط الأحكام الشرعية الفرعية من أدلتها الأربعة أعني الكتاب والسنة والإجماع والقياس وفائدته استنباط تلك الأحكام على وجه الصحة واعلم أن الحوادث وإن كانت متناهية في نفسها بانقضاء دار التكليف إلا أنها لكثرتها وعدم انقطاعها ما دامت الدنيا عير داخلة تحت حصر الحاصرين فلا يعلم أحكامها جزئياً ولما كان لكل عمل من أعمال الإنسان حكماً [حكم] من قبل الشارع منوطاً [منوط] بدليل يخصه جعلوها قضايا موضوعاتها أفعال المكلفين ومحمولاتها أحكام الشارع من الوجوب وأخواته فسموا العلم المتعلق بها الحاصل من تلك الأدلة فقهاً ثم نظروا في تفاصيل الأدلة والأحكام وعمومها فوجدوا الأدلة راجعة إلى الكتاب والسنة والإجماع والقياس ووجدوا الأحكام راجعة إلى الوجوب والندب والحرمة والكراهة والإباحة وتأملوا في كيفية الاستدلال بتلك الأدلة على تلك الأحكام إجمالاً من غير نظر الى تفاصيلها الا على طريق التمثيل فحصل لهم قضايا كلية متعلقة بكيفية الاستدلال بتلك الأدلة على الأحكام إجمالا وبيان طرقه وشرائطه ليتوصل بكل من تلك القضايا إلى استنباط كثير من تلك الأحكام الجزئية عن أدلتها التفصيلية فضبطوها ودونوها وأضافوا إليها من اللواحق وسموا العلم المتعلق بها أصول الفقه. قال الإمام علاء الدين الحنفي في ميزان الأصول اعلم أن أصول الفقه فرع لعلم أصول الدين فكان من الضرورة أن يقع التصنيف فيه على اعتقاد مصنف الكتاب وأكثر التصانيف في أصول الفقه لأهل الاعتزال المخالفين لنا في الأصول ولأهل الحديث المخالفين لنا في الفروع ولا اعتماد على تصانيفهم وتصانيف أصحابنا قسمان قسم وقع في غاية الإحكام والإتقان لصدوره ممن جمع الأصول


(١) ويقال هو علم بالقواعد التى يتوصل بها الى استنباط المسائل الفقهية عن ادلتها التفصيلية. (منه)