للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان رأى في المنام ثلاثة أيام متوالية أن شخصاً يقول له قم واذهب إلى ساحل البحر العلاني وحصل هناك علماً غريباً فذهب من غد كل ليلة من الليالي إليه فلم ير أحداً فيه وعلم أنها رؤيا ليست مما يؤخذ جذافاً [جزافاً] تقكر [تفكر] وكان هناك جمع من الحدادين يضربون المطارق على التناسب فتأمل ثم رجع وقصد أنواع مناسبات بين الأصوات ولما حصل له ما قصده بتفكر كثير وفيض إلهامي صنع آلة وشد عليها ابريسماً وأنشد شعراً في التوحيد وترغيب الخلق في أمور الآخرة فأعرض بذلك كثير من الخلائق عن الدنيا وصارت تلك الآلة معززة بين الحكماء وبعد مدة قليلة صار حكيماً محققاً بالغاً في الرياضة بصفاء جوهره وأصلاً إلى مأوى الأرواح وسعة السماوات وكان يقول إني أسمع نغمات شهية والحانات بهية من الحركات الفلكية وتمكنت تلك النغمات في خيالي وضميري فوضع قواعد هذا العلم وأضاف بعده الحكماء مخترعاتهم إلى ما وضعه إلى أن انتهت النوبة إلى أرسططاليس فتفكر أرسطو فصنع الآرغنون وهو آلة لليونانيين تعمل من ثلاثة زقاق كبار من جلود الجواميس يضم بعضها إلى بعض ويركب على رأس الزق الأوسط زق كبير آخر ثم يركب على هذه الزقاق أنابيب لها ثقب على حسب استعمال المستعمل وكان غرضهم من استخراج قواعد هذا الفن تأنيس الأرواح والنفوس الناطقة إلى عالم القدس لا مجرد اللهو والطرب فإن النفس قد يظهر فيها باستماع واسطة حسن التأليف وتناسب النغمات بسط فتذكر صاحبة [مصاحبة] النفوس العالية ومجاورة العالم العلوي وتسمع نداء ارجعي أيتها النفس الغريقة في الأجسام المدلهمة في فجور الطبع إلى العقول الروحانية والذخائر النورانية والأماكن القدسية في مقعد صدق عند مليك مقتدر. (١) ومن رجال هذا الفن صاحب (٢) الأدوار عبد المؤمن له شرفية وخواجه عبد القادر بن غيبي الحافظ المراغي له فيه كتب.

[الموشح في أسماء الشعراء]

- لأبي عمر محمد بن عبد الواحد المعروف بغلام ثعلب المتوفى سنة ٣٤٥ خمس وأربعين وثلاثمائة.

[الموشح في شرح الكافية الحاجبية]

- مر.

[الموشحات النبوية]

- لأبي العباس أحمد بن محمد المعروف بابن العطار الدنيسري المتوفى سنة ٧٩٤ أربع وتسعين وسبعمائة.


(١) buibaremuellifnushasindamevcuttur .
(٢) . خطأ ٦ - ٩٥٨ - ٧١ صادر: F