للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ابن أبي بكر المرغيناني الحنفي المتوفى سنة ٥٩٣ ثلاث وتسعين وخمسمائة وهو شرح على متن له سماه بداية المبتدي ولكنه في الحقيقة كالشرح لمختصر القدوري وللجامع الصغير لمحمد وعادته أن يحرر كلام الإمامين من المدعى والدليل ثم يحرر مدعي الإمام الأعظم ويبسط دليله بحيث يخرج الجواب من أدلتهما فإذا كان تحريره مخالفاً لهذه العادة يفهم منه الميل إلى ما أدعى الإمامان ووظيفته أن يشرح مسائل الجامع الصغير والقدوري وإذا قال في الكتاب أراد القدوري. قال الشيخ أكمل الدين روى أن صاحب الهداية بقي في تصنيف الكتاب ثلاث عشرة سنة وكان صائماً في تلك المدة لا يفطر أصلاً وكان يجتهد أن لا يطلع على صومه أحد فكان ببركة زهده ووزعه كتابه مقبولاً بين العلماء وهو الذي قيل في شأنه:

إن الهداية كالقرآن قد نسخت ما صنفوا قبلها في الشرع من كتب فاحفظ قواعدها واسلك مسالكها يسلم مقالك من زيغ ومن كذب ابتدأ بقوله الحمد لله الذي أعلى معالم العلم وإعلامه الخ وقال وقد جرى على الوعد في مبدأ بداية المبتدي أن أشرحها شرحاً وارسمه بكفاية المنتهى (١) فشرعت فيه وحين أكاد اتكي عنه اتكاء الفراغ تبينت فيه نبذاً من الإطناب فصرفت العنان إلى شرح آخر موسوم بالهداية أجمع فيه بين عيون الرواية ومتون الدراية حتى أن من سمت همته إلى مزيد الوقوف يرغب إلى [في] الأطول والأكبر ومن أعجله الوقت عنه يقتصر على الأقصر والأصغر ثم سألني بعض إخواني أن أملي عليهم المجموع الثاني فافتتحته مستعيناً بالله Object انتهى ورتبه كترتيب الجامع الصغير لمحمد ومتى خالف روايته رواية القدوري يصرح بلفظ الجامع الصغير وله آداب واختيارات أخر نبه عليها الشراح وقد اعتنى به الفقهاء قديماً وحديثا فشرحه تلميذه الإمام حسام الدين حسين بن علي المعروف بالصغناقي الحنفي المتوفى سنة ٧١٠ عشر وسبعمائة وهو أول من شرحه على ما ذكره السيوطي في طبقات النحاة وسماه النهاية فرغ منه في شهر ربيع الأول سنة ٧٠٠ سبعمائة أوله الحمد لله الذي أعلى معالم العلوم ودرج أهاليها الخ ثم أكمله وكتب في آخره مسائل الفرائض وقد اختصر هذا الشرح جمال الدين محمود بن أحمد بن السراج القونوي المتوفى سنة ٧٧٠ سبعين وسبعمائة في مجلد سماه خلاصة النهاية في فوائد الهداية.

وقيل أول من شرحه حميد الدين علي بن محمد-بن علي-الضرير


(١) لم يطلع عليه احد من اهل الروم (منه).