للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إلزامات على الصحيحين]

- للإمام أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني المتوفى سنة خمس وثمانين وثلاثمائة جمع فيه ما وجده على شرط البخاري ومسلم من الأحاديث الصحاح وليس بمذكور في كتابيهما.

الألطاف الخفية في إشراف الحنفية

- لمجد الدين أبي طاهر محمد بن يعقوب الفيروزابادي المتوفى سنة سبع عشرة وثمانمائة.

علم الألغاز (١)

وهو علم يتعرف منه دلالة الألفاظ على المراد دلالة خفية في الغاية لكن لا بحيث تنبو عنها الأذهان السليمة بل تستحسنها وتنشرح إليها بشرط أن يكون المراد من الألفاظ الذوات الموجودة في الخارج وبهذا يفترق من المعمي لأن المراد من الألفاظ اسم شيء من الإنسان وغيره وهو من فروع علم البيان لأن المعتبر فيه وضوح الدلالة كما سيأتي والغرض فيهما الإخفاء وستر المراد ولما كان إرادة الإخفاء على وجه الندرة عند امتحان الأذهان لم يلتفت إليهما البلغاء حتى لم يعدوهما أيضاً من الصنائع البديعية التي يبحث فيها عن الحسن العرضي. ثم هذا المدلول الخفي إن لم يكن ألفاظاً وحروفاً بلا قصد دلالتهما على معان أخر بل ذوات موجودة يسمى اللغز وإن كان ألفاظاً وحروفاً دالة على معان مقصودة يسمى معمي وبهذا يعلم أن اللفظ الواحد يمكن أن يكون معمي ولغزاً باعتبارين لأن المدلول إذا كان ألفاظاً فإن قصد بها معان أخر يكون معمي وإن قصد ذوات الحروف على أنها من الذوات يكون لغزاً وأكثر مبادي هذين العلمين مأخوذ من تتبع كلام الملغزين وأصحاب المعمي وبعضها أمور تخييلية تعتبرها الأذواق ومسائلها راجعة إلى المناسبات الذوقية بين الدال والمدلول الخفي على وجه يقبلها الذهن السليم ومنفعتهما تقويم الأذهان وتشحيذها. ومن أمثلة الألغاز قول القائل في القلم:

(شعر)

وما غلام راكع ساجد … أخو نحول دمعه جاري

ملازم الخمس لأوقاتها … منقطع في خدمة الباري


(١) قال في الصحاح الغز في كلامه اذا عمى مراده والاسم اللغز والجمع الغاز مثل رطب وارطاب (منه).