للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنفعته كالجبر والمقابلة إلا أنه أقل عموماً منه وأسهل عملاً وإنما سمي به لأنه يفرض المطلوب شيئاً ويختبر فإن وافق فذاك وإلا حفظ ذلك الخطأ وفرض المطلوب شيئاً آخر ويختبر فإن وافق فذاك وإلا حفظ الخطأ الثاني ويستخرج المطلوب منهما فإذا اتفق وقوع المسألة أولاً في أربعة أعداد متناسبة أمكن استخراجها بخطأ واحد. ومن الكتب الكافية فيه كتاب لزين الدين المغربي وبرهن (أبو علي الحسن بن الحسن) ابن الهيثم (الفيلسوف) (المتوفى سنة ٤٣٠ ثلاثين وأربعمائة) على طرقه.

[علم الخط]

وهو معرفة كيفية تصوير اللفظ بحروف هجائه إلا أسماء الحروف إذا قصد بها المسمى نحو قولك اكتب جيم عين فاء راء فإنما يكتب هذه الصورة جعفر لأنه مسماها خطاً ولفظاً ولذلك قال الخليل لما سألهم كيف تنطقون بالجيم من جعفر فقالوا جيم-فقال- إنما نطقتم بالاسم ولم تنطقوا بالمسئول عنه والجواب جه لأنه المسمى فإن سمي به [بها] مسمى آخر كتبت كغيرها نحو ياسين وحاميم يس-و-حم هذا ما ذكر في تعريفه والغرض والغاية ظاهر لكنهم أطنبوا في بيان أحوال الخط وأنواعه ونحن نذكر خلاصة ما ذكروا في فصول.

[فصل]

- في فضله. اعلم أن الله ﷾ أضاف تعليم الخط إلى نفسه وامتن به على عباده في قوله علم بالقلم وناهيك بذلك شرفاً. وقال عبد الله بن عباس الخط لسان اليد قيل ما من أمر إلا والكتابة موكل به مدبر له ومعبر عنه وبه ظهرت خاصة النوع الإنساني من القوة إلى الفعل وامتاز به عن سائر الحيوانات وقيل الخط أفضل من اللفظ لأن اللفظ يفهم الحاضر فقط والخط يفهم الحاضر والغائب وفضائله كثيرة معروفة.

[فصل]

- في وجه الحاجة إليه. واعلم أن فائدة التخاطب لما لم تبين إلا بالألفاظ وأحوالها وكان ضبط أحوالها مما اعتنى بها العلماء كان ضبط أحوال ما يدل على الألفاظ أيضاً مما يعتنى بشأنه وهو الخطوط والنقوش الدالة على الألفاظ فبحثوا عن أحوال الكتابة الثابتة نقوشها على وجه كل زمان وحركاتها وسكناتها ونقطها وشكلها وضوابطها من شداتها ومداتها وعن تركيبها وتسطيرها لينتقل منها الناظرون إلى الألفاظ والحروف ومنها إلى المعاني الحاصلة في الأذهان.