للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هذا قول باطل لاأساس له من الصحة، بل من آمن بأنَّ من لم يؤمن بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم هو من أهل الرحمة، فهو نفسه خارج عن الملة، مثل الذي يزعمه ضلالة أنه داخل فيها، وخواتيم سورة البقرة مقررة ذلك تقريرًا لايدع لذي لسان أن يحركه بغير ما جاء فيها كائنًا من كان،وإن غضب بهذا أقوام وتَمَعَّرَتْ وجوه، ولكن الحق أحق أن يجهر به ويؤذن ويتبع ويرتفع.

وجاء البيان عن فعل صلة الموصول " آمنوا" بالإيمان دون الإسلام فلم يقل:يأيها الذين أسلموا؛ ذلك أن كلمة"أسلموا" لها دلالتان:

الأولى الدلالة التى هي قسيم الإيمان والتى بيَّنها حديث "جبريل " المشهور وهذه الدلالة هي مفتاح الدخول في الإسلام بمعناه الشامل ولايكفي أن يقف المرء عندها لايتعداها، ولا يصلح اًصحابها الواقفون عندها لما جاءت له تلك الأوامر، فلابد من أن يصحب الشهادتين اعتقاد وعمل.

والأخرى الدلالة الشاملة التى يكون الإيمان جزءًا منها وليس قسيما لها، وهي دلالة إسلام الوجه لله تعالى في كافة شئون الحياة، وهذا هو المعنى العام الذي جاءت به كل الرسالات الإلهية

فأدنى درجات السلوك هي درجة الإيمان، يعلوها درجات منها التقوى، وأعلاها درجة الإحسان التى فسرها حديث " جبريل " المشهور.

<<  <   >  >>