للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الأول:استحضار الشرط في كل زمان يقع فيه النفي أي أن هذا الحكم المترتب على تحقق عدم نصركم له ليس خاصًا بهذه الواقعة: غزوة العسرة بل هو ممتد، فـ" الألف" في "لا" تشعر بهذا الامتداد، وفي هذا إيناس عظيم لرسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

الآخر: الإيحاء بعدم الجزم بأنَّ عدم النصر واقع منهم، فلا يفهم أحد أن ذلك الترك مقطوع بوقوعه منهم فيتعلل بالقدر

فاجتمع الإغراء بالإقدام على المناصرة من رافدين " (إن) من دون (إذا) و (لا) من دون (لن) أو (لم)

وجاء البيان عن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بالضمير من غير أن يتقدم تصريح باسم الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أو نعته إلا في آية سبقت هذه بست آيات (ي:٣٣) فهو يرجع إلى ما يرجع إليه الضمير في (لاتضروه شيئا) عند من يقول إن المراد به رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فهو مستحضرفي قلب التالى أوالمخاطب، أوينبغي أن يكون مستحضرًا

لايفتقر إلى أن يصرح له بذكره، وفي هذا حمل المتلقى إلى أن يقيم في نفسه سياق الكلام حتى تتبين له المعانى، فلا يضلّ، فيغبن نفسه حقها، فالمعنى:" إلاَّ تنصروا من أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون فسينصره الله تعالى جدُّه.

وكأنَّ قوله تعالى:" هو الذي أرسل رسوله بالهدى...." رأس معنى ممتد يبنى عليه ما يأتى من البيان في شأن غزوة العسرة وما تعلق بها.

وجواب الشرط محذوف تقديره إلا تنصروه فسينصره الله تعالى جدُّه وأقيم مقام الجواب المحذوف دليله (فقد نصره الله) ، وهذامن بديع الإيجاز

<<  <   >  >>