للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا ريب في أن هذه الأمور تستلزم أن نفهم مسارد مجيء الآيات القرآنية في سورة القصص من تلك التي تحتوي فيما تحتويه على مكامن تربوية وسلوكية وتحليلها، وفق نظرة عصرية حديثة جديدة، لأجل فهم أدق وأشمل لتلك الجوانب التربوية والسلوكية، تعد سورة القصص ـ وهي مكية كما قدمنا ـ من أوائل السور التي احتوت على كافة مبادئ الإرشاد التربوي الخمسة:

القراءة: {نَتْلُو عَلَيْكَ} ((١)) .

البيئة: {فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ} ((٢)) .

الاطمئنان: {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ} ((٣)) .

الوصول: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِنْ شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ} ((٤))

التذكير {وَمَا كُنتَ} ((٥)) .

وهذه المبادئ الإرشادية التربوية الخمسة احتوت فيما احتوته على جوانب هي في حد ذاتها جوانب التربية والسلوك القرآني الإيماني، فنحن نجد مثلاً أن دلالة قوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} ((٦)) ، تدل فيما تدل عليه على أن الإنسان في بلوغه أشد عمره واستواء فهمه يؤتى إذا ما اخلص نيته لله سبحانه وتعالى الحكم والعلم، وبخاصة إذا ما ترقى في مرتبة الإحسان التي هي ((أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)) ((٧)) ، وبهذا تستقيم التربية التي حض عليها الله سبحانه وتعالى.


(١) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٣.
(٢) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ١٣.
(٣) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٢٩.
(٤) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٣٠.
(٥) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٤٤، ٤٥، ٤٦، ٨٦.
(٦) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ١٤.
(٧) صحيح البخاري وهو جزء من حديث طويل عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه: كتاب الإيمان. باب سؤال جبريل ـ عَلَيْه السَّلام ـ عن الإيمان والإسلام والإحسان ٤ / ١٧٩٣. رقم (٥٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>