للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال في سورة النمل: {سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ} ، وقال في القصص:

{لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ} ، فبنى الكلام في سورة النمل على القطع

{سَآتِيكُمْ} وفي القصص {لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ} إن مقام الخوف في القصص لم يدعه يقطع بالأمر، فإن الخائف لا يستطيع القطع بما سيفعل بخلاف الأمن، ولما لم يذكر الخوف في سورة النمل بناه على الوثوق والقطع بالأمر.

إن الترجي من سمات سورة القصص، والقطع من سمات سورة النمل واليك الشواهد.

قال تعالى: {عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} ((١)) وهو ترجي

{عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} ((٢)) وهو ترج أيضاً.

{لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ} ((٣)) .

{لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} ((٤)) .

{لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} ((٥)) .

{لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} ((٦)) .

{فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنْ الْمُفْلِحِينَ} ((٧)) .

وقال: {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ((٨)) .

أما سورة النمل لم يرد ترجي إلا في موطنين وهما:

قوله: {لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} ((٩)) .

وقوله: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} ((١٠)) .

فناسب الترجي ما ورد في القصص، وناسب القطع واليقين ما ورد في سورة النمل.


(١) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٩.
(٢) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٢٢.
(٣) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٢٩.
(٤) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٢٩.
(٥) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٣٨.
(٦) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآيات ٤٣، ٤٦، ٥١.
(٧) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٦٧.
(٨) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٧٣.
(٩) سُوْرَة النَّمْلِ: الآية ٧.
(١٠) سُوْرَة النَّمْلِ: الآية ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>