للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك أن الرواية التاريخية في أفاق النص القرآني تعتمد إضافة إلى قدسية مصدرها على الاستعداد الذاتي لقبولها بعد أن تشوهت كل الروايات التاريخية للقصص نفسها في العهد القديم وفي التلموذ (بنسختيه الأورشليمية والبابلية) وفي العهد الجديد بأناجيله الأربعة والرسائل التي تتلوها ((١)) .

وهذا ما توصلت له أحدث الدراسات الجديدة للمؤرخين اليهود والنصارى وفق أحدث المكتشفات الأثرية في فلسطين وفي أرض الجزيرة العربية في مطلع القرن العشرين الميلادي على أيدي الرحالة والمستكشفين.

وفي ذلك يذكر الدكتور رون سنوبي: " إن المقارنة بين ما ورد في أسفار التوراة (العهد القديم) وما ورد في بعض آيات وسور كتاب المسلمين المقدس ترينا أن النص الإسلامي أبتعد ابتعاداً كلياً عن التعتيم التاريخي اليهودي على حقائق حيوات أنبياء بني إسرائيل أو ما يسمى في الأدب اليهودي ـ المسيحي الأباء الأوائل (البطاركة الأول) ، وهكذا فإن قصة موسى على سبيل المثال ـ وهو كما لا يخفى أساس الوجود اليهودي ـ صيغت في أسفار العهد القديم وبخاصة سفر الخروج صياغة توحي ببدائيتها وبأنها أجترحت لموسى أفكاراً لم تكن له، أما كتاب المسلمين المقدس فأنه يصور (موسى) على أنه نبي واجب الاعتراف له بالنبوة ويصفه بأجمل وأحلى وأحسن الصفات " ((٢)) .

وقد تنبه لذلك كله قوم آخرون من كبار الباحثين حتَّى وإن كانت توجهاتهم علمانية ـ لا دينية ((٣)) .


(١) ينظر الديانة اليهودية. إسرائيل شاماك. الطبعة الثانية. دار الطليعة. بيروت. ١٩٩٥ م.: ص ٤٦. مُحَمَّد في الكتاب المقدس: ص ١١١.
(٢) تراث العهد القديم. (مع معجم جغرافي للعهد القديم) . د. برنارد روب. ترجمة: جوميد ميضال. الطبعة الأولى. الدار الكاثوليكية للنشر. المطبعة الكاثوليكية. بيروت، لبنان. ١٩٨٠ م.: ص ١١٧.
(٣) ينظر قراءة سياسة التوراة: ص ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>