للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كنت أمرًا أوتيت من جماع النساء ما لم يؤت أحد غيري، فلما كان رمضان تظاهرت من امرأتي حتى ينسلخ رمضان، فرقًا أن أصيب ليلة منه فأتتابع في ذلك إلى أن يدركني النهار ولا أقدر على أن أنزع، فبينا هي تخدمني ذات ليلة إذ انكشف لي منها شيء فوثبت عليها، فلما أصبحت غدوت على قومي، فأخبرتهم خبري، فقلت لهم: انطلقوا معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه بأمري، فقالوا: لا، والله لا نفعل، نتخوف أن ينزل فينا قرآن، أو يقول فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالة تبقى علينا عارها، ولكن اذهب فاصنع ما بدا لك، فخرجت حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته خبري، فقال لي: أنت بذلك؟ ثلاث مرات، فقلت: أنا بذلك، ثلاث مرات، فأمضي في حكم الله فإني صابر، قال: أعتق رقبة، قال: فضربت صفحة رقبتي بيدي، قال: قلت: لا، والذي بعثك بالحق يا رسول الله، ما أملك غيرها، قال: فصم شهرين متتابعين، قلت: يا رسول الله، وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام، قال: فأطعم ستين مسكينًا، قلت: والذي بعثك بالحق يا رسول الله، لقد بتنا ليلتنا وحشى، ما لنا عشاء، قال: اذهب إلى صاحب صدقات بني زريق، فقل له فليدفعها إليك، فأطعم عنك منها وسقًا من تمر ستين مسكينًا، وتستعين بسائره عليك وعلى عيالك، قال: فرجعت إلى قومي، فقلت: وجدت عندكم الضيق وسوء

<<  <   >  >>