للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهُ عَنِّي أَفْضَلَ الْجَزَاءِ.

قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَوَازِينِيُّ , قَالَ: كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ لَزِمَ دَارَهُ سَنَتَيْنِ، فَكُنَّا نَزُورُهُ فَإِذَا دَقَقْنَا الْبَابَ جَاءَ أَخٌ لَهُ عَابِدٌ فَيَفْتَحُ الْبَابَ وَيَرْجِعُ إِلَى عِبَادَتِهِ، وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ يَخْتِمُ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلَاثَ خَتْمَاتٍ، قَالَ الْمَوَازِينِيُّ: كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي الْمُصْحَفِ وَكَانَ عَلَى الْأَوْرَاقِ عَلَامَةُ التَّصَفُّحِ مِنْ كَثْرَةِ مَا يَقْرَأُ وَسُرْعَةِ مَا يَتَصَفَّحُ الْأَوْرَاقَ، وَكَانَ مُصْحَفُهُ كَبِيرًا عَلَى رَحْلٍ يَنْظُرُ فِيهِ وَيَقْرَأُ، وَقِيلَ لَهُ يَوْمًا هَلْ تَذْكُرُ حِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} [الأعراف: ١٧٢] .

قَالَ: نَعَمْ كَأَنَّهُ أَمْسِ.

قَالَ الشَّيْخُ أَبُو مَنْصُورٍ: وَسَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْقَطَّانِ , يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ النَّجَّارَ , يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ فَاذَةَ فِي صَمِيمِ الشِّتَاءِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ خَلِقٌ فَقُلْتُ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ أَمَا تَجِدُ الْبَرْدَ؟ قَالَ: نَاوِلْنِي يَدَكَ وَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَأَدْخَلْتُ يَدِي تَحْتَ قَمِيصِهِ وَقُلْتُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِذَا هُوَ يَعْرَقُ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>