للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ: مَنْ أَعْطَى نَفْسَهُ الْأَمَانِي قَطَعَهَا بِالتَّسْوِيفِ وَالتَّوَانِي، وَقَالَ: مَنْ حَمَلَ نَفْسَهُ عَلَى الرَّجَاءِ تَعَطَّلَ، وَمَنْ حَمَلَ نَفْسَهُ عَلَى الْخَوْفِ قَنِطَ، وَلَكِنْ سَاعَةً وَسَاعَةً، وَمَرَّةً وَمَرَّةً.

وَقَالَ: السَّاكِتُ بِعلْمٍ أَحْمَدُ أَثَرًا مِنَ النَّاطِقِ بِجَهْلٍ.

ذِكْرُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَفِيفٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

كَانَ شَيْخُ الْمَشَايِخِ فِي وَقْتِهِ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ خَفِيفٍ: التَّقْوَى مُجَانَبَةُ مَا يَبْعِدُكَ عَنِ اللَّهِ.

قَالَ: لَيْسَ شَيْءٌ أَضَرُّ بِالْمُرِيدِ مِنْ مُسَاعَدَةِ النَّفْسِ فِي رُكُوبِ الرُّخَصِ، وَقَبُولِ التَّأْوِيلَاتِ.

وَقَالَ ابْنُ خَفِيفٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، فَاعَتَلَّ فَكَانَ بِهِ عِلَّةُ الْبَطْنِ، فَكُنْتُ اخْدِمُهُ، وَآخُذُ مِنَ الطِّسْتِ طُولَ اللَّيْلِ، فَغَفَوْتُ مَرَّةً، فَقَالَ: نِمْتَ، لَعَنَكَ اللَّهُ.

فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ وَجَدْتَ نَفْسَكَ عِنْدَ قَوْلِهِ لَعَنَكَ اللَّهُ؟ فَقَالَ: كَقَوْلِ رَحِمَكَ اللَّهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>