للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: «إِنْ صَاحِبُ الدِّينِ تَفَكَّرَ فَعَلَتْهُ السَّكْيِنَةُ، وَرِضَى فَلمْ يَهْتَمْ، وَخَلَا مِنَ الدُّنْيَا فَنَجَا مِنَ الشَّرِّ، وَانْفَرَدَ فَكَفَى، وَتَرَكَ الشَّهْوَةَ فَصَارَ حُرًّا، وَتَرَكَ الْحَسَدَ فَظَهَرَتْ لَهُ الْمَحَبَّةُ، وَسَلَبَ نَفْسَهُ عَنْ كُلِّ فَانٍ فَاسْتَعْمَلَ الْعَقْلَ» .

ذِكْرُ أَبِي يُوسُفَ الْغَسْوَلِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ

مِنْ زُهَّادِ الشَّامِ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَّافُ، فِيمَا أَرَى، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُلْدِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ خِضْرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الصُّوفِيُّ الْخُرَسَانِيُّ خَادِمُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، قَالَ: مَرَرْتُ أَنَا وَأَبُو يُوسُفَ الْغَسُولِيُّ فِي طَرِيقِ الشَّامِ، فَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا يُوسُفَ عِظْنِي بِمَوْعِظَةٍ أَحَفَظْهَا عَنْكَ، قَالَ: فَبَكَا، ثُمَّ قَالَ: «اعْلَمْ يَا أَخِي أَنَّ اخْتِلَافَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَمَرَّهُمَا لَيُسْرِعَانَ فِي هَدْمِ بَدَنِكَ، وَفَنَاءِ عُمْرِكَ، وَانْقِضَاءِ أَجَلِكَ، فَيَنْبَغِي لَكَ يَا أَخِي أَنْ لَا تَطْمَئِنَ وَلَا تَأْمَنَ حَتَّى تَعْلَمَ أَيْنَ مُسْتَقَرُّكَ وَمَصِيرُكَ، أَسَاخِطٌ عَلَيْكَ رَبُّكَ بِمَعْصِيَتِكَ وَغَفْلَتِكَ، أَوْ رَاضٍ عَنْكَ بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ؟» .

ابْنُ آدَمَ الضَّعِيفِ نُطْفَةٌ بِالْأَمْسِ وَجِيفَةٌ غَدًا، قَالَ: كُنْتُ تَرْضَى لِنَفْسِكَ بِهَذَا، فَسَتَرِدُ وَتَعْلَمُ وَتَنْدَمُ فِي وَقْتٍ لَا يَنْفَعُكَ النَّدَمُ، قَالَ: وَبَكَى

<<  <  ج: ص:  >  >>