للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ أَبِي الْقَاسِمِ الْحَكِيمِ السَّمَرْقَنْدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ النَّسَوِيُّ: لَهُ كَلَامٌ فِي آفَاتِ النُّفُوسِ وَالْأَعْمَالِ يَرْجِعُ إِلَى عُلُومٍ شَتَّى، عِلْمِ الْمُعَامَلَاتِ وَعِلْمِ الظَّاهِرِ حَتَّى اسْتُقْضِيَّ فِي آخِرِ عُمْرِهِ.

سُئِلَ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَكِيمِ عَنْ عَلَامَةِ الاسْتِدْرَاجِ، فَقَالَ: إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُزِيدُكَ نِعَمًا، وَرَأَيْتَ نَفْسَكَ تَزْدَادُ عِصْيَانًا فَاعْلَمْ أَنَّكَ مُسْتَدْرَجٌ، ثُمَّ قَالَ: كَمْ مُسْتَدْرَجٍ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ! وَكَمْ مِنْ مُغْتَرٍّ بِالثَّنَاءِ عَلَيْهِ! وَكَمْ مِنْ مَفْتُونٍ بِالسَّتْرِ عَلَيْهِ! وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ: رَأَيْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْحَكِيمَ فِي النَّوْمِ بَعْدَ وَفَاتِهِ بِثَلَاثٍ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ فَقَالَ: {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ {٢٦} فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: ٢٦-٢٧] .

وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَكِيمُ: لَيْسَ الْأَعْمَى مَنْ يَعْمَى بَصَرُهُ إِنَّمَا الْأَعْمَى مَنْ تَعْمَى بَصِيرَتُهُ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: ٤٦] .

<<  <  ج: ص:  >  >>