للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مَنْصُورٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْأَنْدَجِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ مَحْبُوبٍ، يَقُولُ: مَرَرْتُ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، فَرَأَيْتُ شَابًّا حَسَنَ الْوَجْهِ، نَظِيفَ الثِّيَابِ، فِي عُنُقِهِ غَلٌّ وَثِيقٌ، وَفِي رَجْلَيْهِ قَيْدٌ مَنِيعٌ، فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ مَحْبُوبٍ، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ مُتَعَجِّبًا إِذْ سَمَّانِي وَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفْنِي، فَقَالَ: أَمَا يَرْضَى مَوْلَاكَ أَنْ تَيَّمَنِي بِحُبِّهِ حَتَّى غَلَّنِي وَقَيَّدَنِي؟ قُلْ لَهُ: إِنْ كُنْتَ رَاضِيًا فَمَا أُبَالِي، ثُمَّ وَلَّى عَنِّي وَهُوَ يَقُولُ:

عَلَى بُعْدِكَ لَا يَصْبِرُ ... مَنْ عَادَتُهُ الْقُرْبُ

وَلَا يَقْوَى عَلَى صَدِّكَ ... مَنْ تَيَّمَهُ الْحُبُّ

فَإِنْ لَمْ تَرَكَ الْعَيْنُ ... فَقَدْ أَبْصَرَكَ الْقَلْبُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>