للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: كُنْتُ فِي مَجْلِسِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ وَأَنَا عَلَى شَطِّ نَهْرٍ أَلْعَبُ بِالْمَاءِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ يُحَدِّثُ النَّاسَ، فَلَمَّا فَرَغَ مَرَّ بِي رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا هَذَا لَوْ كَتَبْتَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ كَانَ أَصْلَحَ مِنْ أَنْ تَلْعَبَ بِالْمَاءِ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَكَانَكَ، وَأَمْرَرْتُ عَلَيْهِ الْمَجْلِسَ مِنْ غَيْرِ أَنْ أَكُونَ كَتَبْتُهُ، فَمَرَّ مُتَعَجِّبًا حَتَّى صَارَ عِنْدَ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا خَالِدٍ: إِنَّ هَا هُنَا شَابًّا كَانَ مِنْ قِصَّتِهِ وَأَمْرِهِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: ادْعُهُ لِي، فَجَاءَنِي الرَّجُلُ، قَالَ: إِنَّ أَبَا خَالِدٍ يَدْعُوكَ، قَالَ: فَصِرْتُ إِلَيْهِ وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ نَفَرٍ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ غَرِيبٌ، قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الرَّيِّ، قَالَ: لَقِيتَ أَبَا مَسْعُودٍ الرَّازِيَّ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنَا أَبُو مَسْعُودٍ الرَّازِيُّ.

قَالَ: اقْرِبْ مِنِّي، فَمَا أَحَدٌ أَحَقُّ بِهَذَا الْمَجْلِسِ مِنْكَ، فَجَلَسْتُ مَعَهُ، فَجَعَلَ يُحَدِّثْنِي وَأُحَدِّثُهُ، ثُمَّ قَامَ فَأَخَذَ بِيَدِي فَانْطَلَقْنَا إِلَى مَنْزِلِهِ فَدَخَلَ فَخَرَجَ إِلَيَّ وَمَعَهُ صُرَّةٌ فِيهَا أَرْبَعُ مِائَةِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ: اجْعَلْ هَذِهِ نَفَقَةً.

قَالَ: فَخَرَجْتُ إِلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>