للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصَ، يَقُولُ: دَوَاءُ الْقَلْبِ خَمْسَةُ أَشْيَاءٍ: قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِالتَّدَبُّرِ، وَخَلَاءُ الْبَطْنِ، وَقِيَامُ اللَّيْلِ، وَالتَّضَرُّعُ عَنِ السِّحْرِ، وَمُجَالَسَةُ الصَّالِحِينَ.

ذِكْرُ خَيْرٍ النَّسَّاجِ رَحِمَهُ اللَّهُ

قِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَ خَيْرٌ النَّسَّاجَ لِأَنَّهُ خَرَجَ إِلَى الْحَجِّ فَأَخَذَهُ رَجُلٌ عَلَى بَابِ الْكُوفَةِ وَقَالَ: أَنْتَ عَبْدِي وَاسْمُكُ خَيْرٌ، وَكَانَ أَسْوَدَ فَلَمْ يُخَالِفْهُ فَأَخَذَهُ الرَّجُلُ وَاسْتَعْمَلَهُ فِي نَسْجِ الْخَزِّ سِنِينَ، وَكَانَ يَقُولُ لَهُ: يَا خَيْرُ، وَيَقُولُ: لَبَّيْكَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ الرَّجُلُ، بَعْدَ سِنِينَ: إِنِّي غَلَطْتُ، لَا أَنْتَ عَبْدِي وَلَا اسْمُكَ خَيْرٌ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ خَيْرٌ النَّسَّاجُ، وَكَانَ يَقُولُ: لَا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِي بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ، قِيلَ: صَحِبَ أَبَا حَمْزَةَ الْبَغْدَادِيَّ، وَتَابَ إِبْرَاهِيمُ الْخَوَّاصُ فِي مَجْلِسِهِ، عَاشَ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً.

قَالَ خَيْرٌ النَّسَّاجُ: لَا نَسَبَ أَشْرَفُ مِنْ نَسَبِ مَنْ خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ فَلَمْ يَعْصِهِ، وَلَا عِلْمَ أَرْفَعُ مِنْ عِلْمِ مَنْ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْأَسْمَاءَ كُلُّهَا، فَلَمْ تَنْفَعْهُ فِي وَقْتِ جَرَيَانِ الْقُدْرَةِ وَالْقَضَاءِ عَلَيْهِ، وَلَا عِبَادَةَ أَتَمُّ مِنْ عِبَادَةِ إِبْلِيسَ،

<<  <  ج: ص:  >  >>