للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْخُشُوعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ

أَصْبَهَانِيٌّ، زَاهِدٌ عَالِمٌ وَرِعٌ، أُسْتَاذُ عَلِيٍّ الْأَسْوَارِيِّ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الصَّحَّافُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مَعْمَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ يَقُولُ: كَانَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْخُشُوعِيِّ أَخٌ مِنْ أُمِّهِ وَأَبِيهِ وَكَانَتْ وَالِدَةُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فِي دَارِ أَخِيهِ، وَكَانَ أَخُوهُ يُخْتَلَفُ بِالْأَمَانَةِ إِلَى قَرْيَةٍ لِحَمْزَةَ بْنِ أَبِي عُمَارَةَ، وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِاللَّيْلِ يَدّخُلُ إِلَى زِيَارَةِ أُمِّهِ، فَيَغُضُّ طَرْفَهُ عَنْ سِرَاجِ أَخِيهِ، فَوَقَعَ عَلَى شَيْءٍ فِي الْبَيْتِ فَقَالَتْ أُمُّهُ: يَا بُنَيَّ مَالَكَ؟ أَفِي عَيْنَيْكَ ظُلْمَةٌ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ لَا أُحِبُّ أَنْ أَنْظُرَ بِسِرَاجِ أَخِي وَضَوْئِهِ إِلَى شَيْءٍ لِأَنَّهُ أَمِينُ قَرْيَةٍ، وَكَانَتِ الْقَرْيَةُ مِلْكًا لِحَمْزَةَ بْنِ أَبِي عُمَارَةَ، وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَتَوَرَّعُ إِلَى هَذَا.

قَالَ: وَحَدَّثَنِي جَدِّي، قَالَ: كَانَ لِوَالِدِهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ قَرْيَةٌ فَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخُشُوعِيُّ أَكْثَرَ طَعَامَهُ مِنْهَا، لِأَنَّهُ كَانَ يَطِيبُ بِذَلِكَ قَلْبُهُ وَكَانَتْ وَالِدَةُ أَبِي إِسْحَاقَ امْرَأَةَ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ امْرَأَةً مُسْلِمَةً تَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتَشْكُرُهُ عَلَى انْبِسَاطِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ إِلَيْهَا فِي طَعَامِهَا.

قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْأَسْوَارِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا الْأَسْوَارِيَّ، يَقُولُ: كُنَّا لَيْلَةً مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فِي دَعْوَةٍ وَكَانَ وَقْتَ الْوَرْدِ،

<<  <  ج: ص:  >  >>