للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: أُشْهِدُ عَلَيْكَ لِتُخْبِرَنِي مَا صَنَعْتَ بِهَا.

قَالَ: قَدَّمْتُهَا لِنَفْسِي، قَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ، وَأَمَرَ لَهُ بِوَسَقٍ مِنْ طَعَامٍ وَثَوْبَيْنِ، فَقَالَ: أَمَّا الطَّعَامُ فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهِ، وَقَدْ تَرَكْتُ فِي الْمَنْزِلِ صَاعَيْنِ مِنْ شَعِيرٍ إِلَى أَنْ آكُلَ ذَلِكَ، وَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالرِّزْقِ، وَلَمْ يَأْخُذِ الطَّعَامَ، وَأَمَّا الثَّوْبَانِ، فَقَالَ: إِنَّ أُمَّ فُلَانٍ عَارِيَةً فَأَخَذَهُمَا وَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ هَلَكَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ فَشَقَّ عَلَيْهِ وَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ، فَخَرَجَ يَمْشِي، وَمَعَهُ الْمَشَّاءُونَ إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَقَالَ لِأَصَحَابِهِ: لِيَتَمَنَّ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ أُمْنِيَةً.

فَقَالَ رَجُلٌ: وَدِدْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ عِنْدِي مَالًا، فَأَعْتِقُ لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى كَذَا وَكَذَا، وَقَالَ آخَرُ: وَدِدْتُ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَالًا فَأُنْفِقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَقَالَ آخَرُ: وَدِدْتُ لَوْ أَنَّ لِي قُوَّةً فَأَمْتَحُ بِدَلْوِ زَمْزَمَ لِحُجَّاجِ بَيْتِ اللَّهِ، وَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَدِدْتُ أَنَّ لِي رَجُلًا مِثْلَ عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ أَسْتَعِينُ بِهِ فِي أَعْمَالِ الْمُسْلِمِينَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>