للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ مَالِكِ بْنِ التَّيْهَانِ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كُنْيَتُهُ أَبُو الْهَيْثَمِ

شَهِدَ الْعَقَبَةَ الْأُولَى، وَالْمَشَاهِدَ بَعْدَهَا.

قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَمَّا اشْتَدَّ الْمُشْرِكُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَمِّهِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا عَمِّ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ نَاصِرُ دِينِهِ بِقَوْمٍ يَهُونُ عَلَيْهِمْ رَغْمَ قُرَيْشٍ، غَزَا فِي ذَاتِ اللَّهِ، وَذَاكَ حِينَ أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يُعْلِنَ الدُّعَاءَ، فَلَقِيَ النَّفَرَ السِّتَّةَ الْخَزْرَجِيِّينَ: أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ، وَأَبَا الْهَيْثَمِ بْنَ التَّيْهَانِ، وَذَكَرَهُمْ، فَلَمَّا بَايَعُوهُ عَلَى النُّصْرَةِ، وَاشْتَرَطَ لَهُمُ الرِّضْوَانَ وَالْجَنَّةَ، قَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ لِأَصْحَابِهِ: أَتَعْلَمُونَ أَنَّ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ، وَقَدْ آمَنْتُمْ بِهِ وَصَدَّقْتُمُوهُ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: أَوَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ فِي بَلَدِ اللَّهِ الْحَرَامِ، وَمَسْقَطِ رَأْسِهِ، وَمَوْلِدِهِ، وَعَشِيرَتِهِ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَإِنْ كُنْتُمْ خَاذِلِيهِ أَوْ مُسْلِمِيهِ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ لِئَلَّا يَنْزِلَ بِكُمْ، فَالآنَ فَإِنَّ الْعَرَبَ سَتَرْمِيكُمْ فِيهِ عَنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>