للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كَأَنَّهُ أَسِيرٌ قُدِّمَ لِيُضْرَبَ عُنُقُهُ، وَإِذَا تَكَلَّمَ كَأَنَّ النَّارَ لَمْ تُخْلَقْ إِلَّا لَهُ.

وَقَالَ الْحَسَنُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ضَرَبَ ابْنَ آدَمَ بِالْمَوْتِ وَالْفَقْرِ وَإِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ لَوَثَّابٌ.

وَقَالَ: كَانُوا يُحِبُّونَ إِذَا طَالَتْ لِأَحَدِهِمُ السَّلَامَةَ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْهُ شَيْءٌ يَذْكُرُ بِهِ مَعَادَهُ.

وَقَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: كُنَّا مَعَ الْحَسَنِ فِي جِنَازَةٍ فَسَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ لِآخَرَ: مَنْ هَذَا الْمَيِّتُ؟ فَقَالَ الْحَسَنُ: هَذَا أَنَا وَأَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ، إِنَّهُمْ مَحْبُوسُونَ عَلَى آخِرِنَا حَتَّى يَلْحَقَ آخِرُنَا بِأَوَّلِهِمْ.

وَقَالَ الْحَسَنُ: الْمُسْلِمُ لَا يَأْكُلُ فِي كُلِّ بَطْنِهِ، وَلَا تَزَالُ وَصِيَّتُهُ تَحْتَ جَنْبِهِ.

وَقَالَ: اللَّهُمَّ عَافَيْتَ فِيمَا مَضَى فَعَافِ فِيمَا بَقِيَ، اللَّهُمَّ أَحَسنْتَ فِيمَا مَضَى وَأَنْتَ لِمَا بَقِيَ.

وَقَالَ الْحَسَنُ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا لَوْ شَاءَ أَحَدُهُمْ أَنْ يَأْخُذَ هَذَا الْمَالَ مِنْ حِلِّهِ أَخَذَهُ، يُقَالَ لَهُمْ: أَلَا تَأْتُونَ نَصِيبَكُمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ فَتَأْخُذُونَهُ حَلَالًا؟ فَيَقُولُونَ: لَا، نَخْشَى أَنْ يَكُونَ أَخْذُهُ فَسَادًا لِقُلُوبِنَا.

وَقَالَ: الْمُؤْمِنُ فِي الدُّنْيَا كَالْغَرِيبِ، لَا يُنَافِسُ فِي عِزِّهَا وَلَا يَجْزَعُ مِنْ ذُلِّهَا، لِلنَّاسِ حَالٌ وَلَهُ حَالٌ، وَجِّهُوا هَذِهِ الْفُضُولَ حَيْثُ وَجَّهَهَا اللَّهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>