للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَبِيدُكَ، وَفِي سَبِيلِكَ فَأَجِزْنَا الْيَوْمَ فِي هَذَا النَّهْرِ، ثُمَّ قَالَ: اعْبُرُوا بِاسْمِ اللَّهِ، فَقَالَ ابْنُ عَمِّي: وَأَنَا عَلَى فَرَسٍ فَارِهٍ، فَقُلْتُ: لَأَكُونَنَّ أَوَّلَ مَنْ يُقْحِمُ فَرَسَهُ عَلَى أَثَرِ أَبِي مُسْلِمٍ , قَالَ: فَخُضْتَ خَلْفَهُ فَلَمْ يَبْلُغِ الْمَاءُ بُطُونَ الْخَيْلِ حَتَّى عَبَرْنَا، ثُمَّ وَقَفَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ: هَلْ سَقَطَ مِنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ شَيْءٌ كَيْمَا أَدْعُوَ اللَّهَ أَنْ يَرُدَّهُ؟ فَلَمْ يَفْقِدُوا شَيْئًا ".

وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الأَلْهَانِيِّ , قَالَ: كَانَ إِذَا غَزَا أَبُو مُسْلِمٍ الرُّومَ فَمَرُّوا بِنَهْرٍ قَالَ: أَجِيزُوا بِسْمِ اللَّهِ، فَإِذَا جَازُوا قَالَ: هَلْ ذَهَبَ مِنْكُمْ شَيْءٌ فَأَنَا لَهُ ضَامِنٌ فَأَلْقَى بَعْضُهُمْ مِخْلاتَهُ عَمْدًا فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ الرَّجُلُ: مِخْلَاتِي وَقَعَتْ فِي النَّهْرِ فَقَالَ لَهُ: اتْبَعْنِي فَإِذَا الْمِخْلَاةُ قَدْ تَعَلَّقَتْ بِبَعْضِ أَعْوَادِ النَّهْرِ فَقَالَ لَهُ: خُذْهَا.

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ، هُوَ ابْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ , قَالَ " أَخَذَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ دِرْهَمًا يَشْتَرِي لِأَهْلِهِ دَقِيقًا، وَأَخَذَ مَعَهُ مِزْوَدًا، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ سَائِلٌ، كُلَّمَا وَقَفَ عَلَى مَكَانَ يُرِيدُ أَنْ يَشْتَرِي قَالَ لَهُ السَّائِلُ: تَصَدَّقْ عَلَيَّ، قَالَ: فَيَتَحَوَّلُ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ فَيَتْبَعُهُ، يَقُولُ: تَصَدَّقْ عَلَيَّ، فَيَفِّرُّ مِنْهُ إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ فَيَلْحَقُهُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ أَعْطَاهُ الدِّرْهَمَ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى مَوْضِعِ النَّجَّارِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>