للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ السُّلَيْمِيِّ بَصْرِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ: أَتَيْنَا بِشْرَ بْنَ مَنْصُورٍ بَعْدَ الْعَصْرِ فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَكَأَنَّهُ مُتَغَيِّرٌ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَعَلَّنَا شَغَلْنَاكَ عَنْ شَيْءٍ فَرَدَّ رَدًّا ضَعِيفًا، ثُمَّ قَالَ: مَا أَكْتُمُكُمْ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، كُنْتُ أَقْرَأُ الْمُصْحَفَ فَشَغَلْتُمُونِي، ثُمَّ قَالَ: مَا أَكَادُ أَلْقَى أَحَدًا فَأُرْبِحَ عَلَيْهِ شَيْئًا أَوْ نَحْوَ هَذَا.

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ , يَقُولُ لِي: اجْعَلِ الْعِلْمَ فَضْلًا فِي السَّاعَاتِ الَّتِي لَا تَشْتَغِلُ فِيهَا.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَاعَدْتُ بِشْرَ بْنَ مَنُصورٍ أَنَا , وَأَبُو الْخَصِيبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ , وبشر بن السري , في أَنْ نَأْتِيَهُ، فَلَمَّا أَتَيْنَاهُ قَالَ: اسْتَخَرْتُ اللَّهَ فِي مَجِيئِكُمْ إِلَيَّ، فَكَانَ الْغَالِبُ عَلَى قَلْبِي أَنْ لَا تَجِيئُوا.

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَأَتَانِي مَرَّةً فِي حَاجَةٍ فَقُلْتُ لَهُ: أَلَا بَعَثْتَ إِلَيَّ حَتَّى آتِيَكَ؟ قَالَ: لَا، الْحَاجَةُ لِي.

قَالَ: وَعَرَضْتَ عَلَيْهِ دَابَّةً يَرْكَبُهَا يَرْجِعُ عَلَيْهَا قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أُعَوِّدَ نَفْسِي هَذِهِ الْعَادَةَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>