للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَا يُوسُفُ، نَاوِلْنِي الْمِطْهَرَةَ أَتَوَضَّأُ، فَنَاوَلْتُهَا فَأَخَذَهَا بِيَمِينِهِ وَوَضَعَ يَسَارَهُ عَلَى خَدِّهِ، وَنِمْتُ وَاسْتَيْقَظْتُ وَقَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا الْمِطْهَرَةُ فِي يَدِهِ عَلَى حَالِهَا، فَقُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ، قَالَ: لَمْ أَزَلْ مُنْذُ نَاوَلْتَنِي الْمِطْهَرَةَ أَتَفَكَّرُ فِي الْآخِرَةِ إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ.

وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: إِنَّمَا الْأَجْرُ عَلَى قَدْرِ الصَّبْرِ.

وَقَالَ رَجُلٌ لِسُفْيَانَ: أَوْصِنِي، قَالَ: اعْمَلْ لِلدُّنْيَا بِقَدْرِ بَقَائِكَ فِيهَا وَلِلْآخِرَةِ بِقَدْرِ مُقَامِكَ فِيهَا، وَالسَّلَامُ.

وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: مَا وَجَدْنَا شَيْئًا أَنْفَعَ فِي دِينٍ وَدُنْيَا مِنْ أَخٍ مُوَافِقٍ.

وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ فِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ صَلَّى ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةً فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتَّى نُودِيَ بِصَلَاةِ الْعِشَاءِ.

وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إِذَا ذُكِرَ الْمَوْتُ لَا يُنْتَفَعُ بِهِ أَيَّامًا، وَإِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قَالَ: لَا أَدْرِي لَا أَدْرِي.

وَقَالَ عَارِمٌ: أَتَيْتُ أَبَا مَنْصُورٍ، هُوَ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ السُّلَيْمِيُّ، وَكَانَ سُفْيَانُ مَاتَ فِي دَارِهِ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: مَاتَ سُفْيَانُ فِي هَذَا الْبَيْتِ،

<<  <  ج: ص:  >  >>