للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البعوث نحوم مع إعطائهم ما سألوا من الحق وإجابتهم إلى ما سألوه من العدل.

قال المهدي ذلك رأي.

قال هارون ما خلطت الشدة أيها المهدي باللين فصارت الشدة أمر فطام لما تكره وعاد اللين أهدى قائد إلى ما تحب ولكن أرى غير ذلك.

قال المهدي لد قلت قولاً بديعاً وخالفت فيه أهل بيتك جميعاً والمرء مؤتمن بما قال وظنين بما ادعى حتى يأتي بينة عادلة وحجة ظاهرة فاخرج عما قلت.

أيها المهدي إن الحرب خدع والأعاجم قوم مكرة وربما اعتدلت الحال بهم واتفقت الأهواء منهم فكان باطن ما يسرون على ظاهر ما يعلنون وربما اقترفت الحالان وخالف القلب اللسان فانطوى القلب على محجوبه تبطن واستسر بمدخوله لا تعلن والطبيب الرفيق بطبه البصير بأمره العالم بمقدم يده وموضع مسيمه لا يتعجل بالدواء حتى يقع على معرفة الداء فالرأي للمهدي وفقه الله أن يفر باطن أمرهم فر المسنة ويمخض ظاهر حالهم مخض السقاء متابعة الكتابة ومظاهرة الرسل وموالاة العيون حتى تهتك جب عيونهم وتكشف أغطية أمورهم فإن انفرجت الحال وأفضت الأمور به إلى تغيير حال أو داعية ضلال اشتملت الأهواء عليه وانقاد الرجال إليه وامتدت الأعناق نحو يدين يعتقدونه وأثم يستحلونه عصبهم بشد لا لين فيها ورماهم بعقوبة لا عفو معها وإن انفرجت العيون واهتصرت الستور ورفعت الحجب والحال فيهم مريعة والأمور بهم معتدلة في مناصحتهم فالرأي للمهدي وفقه الله أن يتسع لهم بما طالبوا ويتجافى لهم عما كرهوا ويشعب من أمهم ما صدعوا من فتقهم ما قطعوا ويولي عليهم من أحبوا ويداوي

<<  <  ج: ص:  >  >>