للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحكِ يا ذاتَ الثنايا البيضِ ... ما خلتني منك بمستعيض

فالآن إذ لوّحت بالتعريض ... خلوتِ جوَّا فاصفري وبيضي

لأضم جفناي على تغميض ... مالم أشل عرضي من الحضيض

فقالت:

كم خاطبٍ في أمرها ألحَّا ... وهي إليك ابنة عمّ لحّا

ثم أرسل إلى عمه يخطب ابنته ومنعه العم أمنيته فآلى ألا يرعي على أحد منهم إن لم يزوجه ابنته ثم كثرت مضراته فيهم واتصلت معراته إليهم فاجتمع رجال الحي إلى عمه وقالوا كف عنا مجنونك فقال: لا تملبسوني عاراً وأمهلوني حتى أهلكه ببعض الحيل فقالوا: أنت وذاك ثم قال له عمه إني آليت أن لا أزوج بنتي هذه إلا ممن يسوق إليها ألف ناقة مهراً ولا أرضانها إلا من نوق خزاعة وكان غرض العم أن يسلك بشر الطريق بينه ووبين خزاعة فيفترسه الأسد لأن العرب قد كانت تحامت عن ذلك الطريق وكان فيه أسد يسمى "داذا" وحية تدعى "شجاعاً" يقول فيهما قائلهم:

أفتكُ من داذ ومن شجاع ... إن يكُ داذٌ سيّد السّباع

فإنها سيّدةُ الأفاعي

ثم إن بشراً سلك ذلك الطريق غما نصفه حتى لقي الأسد وقمص مهره فنزل وعقره ثم اخترط سيفه إلى الأسد واعترضه وقطعه ثم كتب بدم السد على قميصه إلى ابنة عمه:

أفاطمُ لو شهدتِ ببطنِ خبت ... وقد لاقى الهزبرُ أخاك بشرا

إذاً لرأيتِ ليثاً زارَ ليثاً ... هزبر اً أغلبا لاقى هزبرا

تبهنسَ حين أحجم عنهُ مهري ... محاذرةً، فقلتُ عقرتَ مهراً

<<  <  ج: ص:  >  >>