للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبينهما بلهيبُ في زيّ رابضٍ ... أكبَّ على الكفَّينِ منه إلى الصدر

يقلّبُ نحوَ الشرقِ نظرة وامقٍ، ... كأنَّ له شوقاً إلى مطلعِ الفجرِ

مصانعُ فيها للعلومِ غوامضٌ ... تدلُّ على أنَّ ابن آدم ذو قدرِ

رسا أصلها، وامتدَّ في الجوّ فرعها، ... فأصبحَ وكراً للسِّماكين والنَّسرِ

أحمد شوقي بك هو رب القلم محيي دولة الشعر بعد العدم شاعر النيل أحمد بن علي شوقي بك المولود سنة ١٢٨٥هـ.

شعره، ينظم بين أصحابه فيكون معهم وليس معهم، وينظم حين يشاء، وحيث يشاء، لا يجهد فكره ولايكده في معنى أو في مبنى، فأما المعنى فيجيئه على مرامه أو على أبعد من مرامه ولاينضب عنده لأنه يستخلصه من عقل فوار الذكاء ومعارف جامعة إلى أفانين الآداب في لغات الإفرنج والأعراب، فلسفة الحقوق وحقائق وحقائق التاريخ، وغرائب السير التي يحفظ منها غير يسير إلى مشاركات علمية وتنبيهات فنية استفادها من مطالعته في صنوف الكتب، واتخذها عن ملحوظاته ومسموعاته في جولاته بين بلاد الشرق والغرب. وأما المبني فله فيه اذواق متعددة مقامات القول: ترى فيه من نسج البحتري ومن صياغة أبي تمام ومن ثبات المتنبي، ومن مفاجآت الشريف، ومن مسلسلات مهيار.

ومن قوله: يصف هيكل أنس الوجود:

أيُّها المنتحي "بأسوانَ" داراً ... كالثريَّا تريدُ أن تنقضا

<<  <  ج: ص:  >  >>