للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتى يخوض غبار الحرب مبتسماً ... وينثني وسنان الرَّمح مختضب

إن سلّ صارمهُ سالت مضاربهُ ... وأشرق الجوُّ وانشقت له الحجب

والخيل تشهد لي أني أكفكفها ... والطّعنُ مثل شرار النَّار يلتهب

إذا التقيتُ الأعادي يومض معركةٍ ... تركت جمعهم المغرور ينتهب

ليّ النُّفوس وللطّير اللّحومُ ولل ... وحشِ العظامُ وللخيّالة السلب

لا أبعد الله عن عيني غطارفة ... إنساً إذا نزلوا جنَّا إذا ركبوا

أسودُ غابٍ ولمن لا نيوبَ لهم ... إلاّ الأسنّة والهنديّة القضب

تعدو بهم أعوجيّاتٌ مضمَّرة ... مثل السّراحين في أعناقها القببُ

ما زلت ألقى صدور الخيل مندفقاً ... بالطّعن حتى يضجَّ السّرجُ واللّبب

فالعمي لو كان في أجفانهم نظروا ... والخرس لو كان في أفواههم خطبوا

والنقع يوم طراد الخيل يشهدُ لي ... والضّرب والطّعن والأقلام والكتب

وقال أيضاً في إغارته على بني حريقة

حكّم سيوفك في رقاب العذّلِ ... وإذا نزلتَ بدار ذلّ فارحلِ

وإذا الجبانُ نهاك يومض كريهةٍ ... خوفاً عليك من ازدحام الجحفل

فاعص مقالته ولا تجفل بها ... واقدم إذا حق اللذقا في الأوّل

واختر لنفسك منزلاً تعلو به ... أو مت كريماً تحت ظلّ القسطل

إن كنتُ في عدد العبيد فهمَّتي ... فوق الثُّريَّا والسّماك الأعزل

أو أنكرت فرسانُ عبس نسبتي ... فسنانُ رمحي والحسام يقرُّ لي

وبذا بلى ومهنَّدي نلتُ العلى ... لا بالقرابة والعديد الأجزل

ورميت رمحي في العجاج فخاضه ... والنار تقدحُ من شفار النصل

خاض العجاجَ محجَّلاً حتى إذا ... شهد الوقيعةَ عاد غير محجّل

ولقد نكبت بني حريقة نكبة ... لما طعنت صميم قلبِ الأخيل

وقتلت فارسهم ربيعة عنوةً ... والهيذبان وجابر بنَ مهلهل

<<  <  ج: ص:  >  >>