للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من رام ما يعجزُ عنه طوقهُ=ملعبء يوماً آض مجزول المطا

والناس ألفٌ منهمُ كواحد ... وواحدٌ كالألف أن أمرق عنى

وللفتى ماله ما قدمتْ ... يداه قبل موتهِ لا ما اقتنى

وإنما المرءُ حديثٌ بعده ... فكن حديثاً حسناً لمن وعى

إنّي حلبتُ الدّهر شطريه فق ... أمرَّ لي حيناً وأحياناً حلا

وفرَّ عن تجربة نابي فقلْ ... في بازلٍ راضَ الخطوبَ وامتطى

والناس للموتِ خلاً يلسُّهمْ ... وقلّ ما يبقى على الَّلسّ الخلا

عجبت منْ مستيقن أنّ الرّدى ... إذا أتاه لا يداوي بالرُّقى

وهو من الغفلةِ في أهويةٍ ... كخابط بين ظلام وعشا

نحن ولا كفران لله كما ... قد قيل للسّارب أخلى فارتعى

إذا أحسَّ نبأةً ريعَ وإنْ ... تطامنتْ عنه تمادى ولها

كثلةٍ ريعت لليثِ فانزوت ... حتى إذا غاب اطمأنَّت إنْ مضى

نهالُ للسّير الذي يروعنا ... ونرتعي في غفلة إذا انقضى

إن الشقاءَ بالشقيّ مولعٌ ... لا يملكُ الرَّدَّ له إذا أتى

والّلوم لحرّ مقيمٌ رادعٌ ... والعبدُ لا يردعهُ إلاّ العصا

وآفة العقل الهوى فمن علا ... على هواهُ عقله فقد نجا

كم من أخٍ مسخوطة أخلاقه ... أضفيتهُ الودَّ لخلق مرتضى

إذا بلوتَ السيَّف محموداً فلا ... تذممه يوماً أن تراه قد نبا

والطّرف يجتاز المدى وربّما ... عنَّ لمعداهُ عثارٌ فكبا

منْ لك بالمهذَّب النّدبِ الذي ... لا يجدُ العيبُ إليهِ مختطى

إذا تصفَّحت أمور الناس لم ... تلف امرأَ حاز الكمال فاكتفى

عوّلْ على الصبّر الجميل أنّه ... أمنعُ ما لاذ به أولوا الحجا

وعطّفِ النّفس على سبلِ الأسى ... إذا استفزّ القلب تبريح الجوى

<<  <  ج: ص:  >  >>