للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا ظلّ للمرءِ يعرى من نهى وتقى ... وإن أظلّتهُ أوراق وأفنان

والناس أعوانُ من والته دولته ... وهم عليه إذا عادتهُ أعوان

سبحان من غير مال باقلٌ حصرٌ ... وباقلٌ في ثراء المال سبحان

لا تودع السرّ وشاء بهِ مذلاً ... فما رعى غنماً في الدَّوّ سرحان

لا تحسبِ الناس طبعاً واحداً فلهم ... غرائز لستَ تحصيهنّ ألوان

ما كلّ ماءٍ كصداءٍ لوارده ... نعم ولا كلُّ نبت فهو سعدان

لا تخدشنّ بمطل وجهَ عارفة ... فالبُّر يخدشه مطلٌ وليّان

لا تستشر غيرَ ندب حازمٍ يقظ ... قد استوى فيه أسرارٌ وإعلان

فللتّدابير فرسان إذا ركضوا ... فيها أبرُّوا كما للحرب فرسان

وللأمور مواقيتٌ مقدّرة ... وكل أمرٍ له حدٌّ وميزان

فلا تكن عجلاً في الأمر تطلبه ... فليس يحمدُ قبل النُّضج بحران

كفى للعيش ما قد سدّ من عوزٍ ... ففيه للحرّ قنيانٌ وغنيان

وذو القناعةِ راضٍ من معيشته ... وصاحبُ الحرص إن أثرى فغضبان

حسب الفتى عقله خلاًّ يعاشرهُ ... إذا تحاماه إخوانٌ وخلاَّن

هما رضيعا لبان حكمةٌ وتقى ... وساكنا وطن مالٌ وطغيان

إذا نبا بكريم موطنٌ فله ... وراءه في بسيط الأرض أوطان

يا ظالماً فرحاً بالعز ساعده ... إن كنت في سنةٍ فالدَّهر يقظان

ما استمرأ الظلم لو أنصفت آكلهُ ... وهل يلذُّ مذاق المرء خطبان

يا أيها العالم المرضيُّ سيرتهُ ... أبشر فأنت بغير الماء ريان

ويا أخ الجهل لو أصبحت في لججٍ ... فأنت ما بينها لاشكَّ ظمآن

لا تحسبنَّ سروراً دائماًُ أبداً ... من سرّهُ زمن ساءته أزمان

يا رافلاً في الشَّباب الوحف منتشياً ... من كأسه هل أصاب الرُّشد نشوان

لا تغترر بشباب رائقٍ خضل ... فكم تقدم قبل الشَّيب شبّان

ويا أخا الشَّيب لو ناصحت نفسك لم ... يكن لمثلك في الإسراف إمعان

هب الشَّبيبة تُبلى صاحبها ... ما غذرُ أشيب يستهويه شيطان

وكلُّ كسرٍ فإنَّ الدّين يجبرهُ ... وما لكسر قناةِ الدّين جبران

وقال ابن أبي بكر المقري المتوفى سنة ١٠٠١ هـ?

زيادة القول تحكي النّقص في العمل ... ومنطق المرءِ قد يهديه للزّللِ

إن اللّسان صغيرٌ جرمهُ وله ... جرمٌ كبيرٌ كما قد قيل في المثل

عقل الفتى ليس يغني عن مشاورةٍ ... كحدَّة السَّيف لا تغني عن البطل

<<  <  ج: ص:  >  >>