للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رد ابن تيمية عليه من وجوه]

قلت: ولقائل أن يقول: هذا الوجه أيضاً فاسد من وجوه:

الوجه الأول

أن يقال: لم لا يجوز أن تكون تلك الأجزاء كلها واجبة

قوله: على ما سيأتي تحقيقة في مسألة التوحيد.

يقال له: الذي ذكرته فيما بعد مسألة التوحيد هي الطريقة المعروفة لأبن سينا وأتباعه من الفلاسفة وهي وجهان:

الوجه الأول: مبناه على أن المركب يفتقر إلى أجزائه، وهذا هو الوجه الأول الذي ذكرته هنا، فصار مدار هذا الوجه الثاني على الأول، فلم يذكر إلا الأول، وقد نبين فساده.

الوجه الثاني: الذي ذكرته في التوحيد: مبناه على كون الوجوب يصير معلولا وهذا هو الذي ذكرته في كون الوجود الواجب لا يزيد على الماهية، لئلا يكون معلولا للماهية.

وأنت قد أفسدت هذا الوجه وبما أفسدته به يفسد الآخر أيضاً

فتبين أن ما ذكرته في مسألة التوحيد يعود إلى وجه واحد.

وأنت قد قدمت فساده، فالحوالة على ما سيأتي وما سيأتي منه ما هو مكرر، فكلاهما فاسد.

وهو دائما في كلامه يذكر فساد هذه الطريقة، حتى أنه لما استدلت الفلاسفة أتباع ابن سينا وغيرهم على أن الأجسام ممكنة بهذه

<<  <  ج: ص:  >  >>