للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا ابن الملوك أتتني عنك معجزة ... تنأى وإن قربت في أعين رأيها

يشق سامعها في جيبه طرباً ... ويسمع الصخرة الصماء راويها

لو أن هاروتهم لاحت لناظره ... لقال ما السحر إلا بعض ما فيها

سماءه هي لا بل روضة رشفت ... ماء الغمامة فاخضرت حواشيها

ومن بديعه الحسن، ومطبوعه المستحسن، هذه القطعة يخاطب بها القادر بالله يحيى ابن ذي النون رحمه الله، كامل

خطبت بسبقي في الزمان يراعة ... سجدت إلى كفي وصلى المنصل

أولست من وطئ السما تأودا ... وسما فقد سفل السماك الأعزل

أغشي العوالي والمعالي باسها ... وأقول في الخطب البهيم فافصل

ومتى أعد ليلاً نهارا صحيفة ... وضحت كواكبه عليه تهلل

وإذا جلت جياد فكري في مدى ... سبقت فكبر حاسدون وهللوا

رمدت عيون الحاسدين أما ترى ... قمر العلى والمجد ليلة يكمل

ما الذنب عندهم ودونك فاخبرن ... ألا هوى بالمكرمات موكل

همم إلى صرف العلى مصروفة ... وحجى أقام وقد تزحزح يذبل

وبلاغة بلغت بآفاق الدنا ... وغدت تحية من يقيم ويرحل

ولئن يضع فضلي ويذهب نقصهم ... صعدا فارجح كفة من يسفل

فلا غشين الحادثات بصارم ... خدم غرارة حريق مشعل

وبصيرة تذر العقول لوائحا ... فكأنها في كشفهن سجنجل

ومشرب كالنار أن يذهب به ... كحضروان يسكن فماء سلسل

نهد إذا استنهضه لملمة ... أعطاك عفواً عدوة من تسأل

قيد الأوابد والنواظر إن بدا ... قلت الجواد أم الحبيب المقبل

ومفاضة زغف كان قميصها ... ماء الغدير جرت عليه الشمال

ترد العوالي منها شرعة حتفها ... وتغب فيه مناصل متفلل

وعزائم بيض الوجوه كأنها ... سرج توقد أو زمان مقبل

شيم عمرن ربوع مجد بن القاسم ... فأضاء معتكر وأخصب ممحل

وكتب إلى الوزير أبي محمد بن القاسم، كتبت وما عندي من الود أصفى من الراح، وأضوأ من سقط الزند عند الاقتداح، وليس فيما أدعيه من ذلك لبس،

<<  <   >  >>