للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويذكر فرساً أشهب جاء سابقاً. بسيط مجزوء

يا ملكاً لم يزل قديماً ... بكلّ علياء جدَّ وامقْ

وسابقاً في الندى أتتنا ... جياده في المدى سوابق

لله منها أسيل خدّ ... أهديت شدقه كالجوالق

حديد قلب حديد طرف ... ذو منكب يشبه البواسق

ذو وحشة في الصهيل دلت ... منه على أكرم الخلائق

أشهب كالرجع مستطير ... كأنه الشيب في المفارق

خبّ غداة الرهان حتّى ... أجهد في أثره البوارق

ما انس لا أنس إذ شاها ... مشربات مثل البواشق

وبدّها شربا عتاقا ... لم ترض عن خصرها العواتق

فقمن يمسحن منه رشحا ... مطيبات به المخانق

أفديه من شافع لبيض ... قد كن عن بغيتي عوائق

انصع منه لرأي عيني ... سود عذار الفتى الغرانق

وله في الأمير يحيى: بسيط مجزوء

أن الأمير الأجلّ يحيى ... نجل الأمير الأجلّ سيرِ

بدر تمام بلا محاق ... يجل عن هذه البدورِ

حفّ به كلّ ذي سناء ... أبهى من الكوكب المنيرِ

كالنجم في رجمه عداه ... بكلّ ماضي الشبا طريرِ

وأرعى من النجم للرعايا ... أروع سام عن النظيرِ

لذت به من صروف دهري ... فكان من جورها مجيري

ومدّ نحوي يداً بجود ... أهمي من العارض المطيرِ

القى شعاعاً عليّ ليلا ... فخلتني في سناً منيرٍ

حمى فأرضى الإله ثغرا ... حقاً له لذة الثغورِ

قرّت به أعين الرعايا=فاعلموا أكؤس السرورِ

وأصبح الشرك في ثبات ... يدعون بالويل والثبورِ

يا إيّها الملك أقبلنهم ... على يعابيبك الذكورِ

وأنهد إليهم بكلّ نهد ... يأبى عن الابن والفتورِ

<<  <   >  >>