للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والشفاعة، لرعاع ندوا عن عصمة الجماعة، ونفروا، وخاسوا بذمام الطاعة، وختروا، ثم ودوا لو تفكرون كما كفروا، فأرضوهم عن جماعتكم، وذودوهم عن حياض شفاعتكم، ذياد الأجرب، عن المشرب فنحن لا نقبل على توسل مستخف بالنفاق مستسر، ولا نقبل الحذعة من متماد على الغواية مصر، أن شاء الله، وله فصل من رسالة في أهداء فرس، وقد بعثت إليك أيدك الله بجواد يسبق الحلبة وهو يوسف ويتمهل، متى ترمق العين فيه تسهل، يزحم منكب الجوزاء بك منكبه، وتنزل عنه حين تركبه، أن بدا قلت ظبية ذات غرارة، تعطو إلى غرارة، أو عدا قلت انقضاض شهاب، أو اعتراض بارق ذي التهاب، فاضممه إلى أرى جيادك، واتخذه ليومي رهانك وطرادك، أن شاء الله عز وجل وأصبحت يوماً منبسط النفس، معترض الأنس، فمر بي فارس يحمل كتبا إليه، وينفض للسرعة مردويه، فحملته بيتين يضعهما في يديه وهما: طويل

عسى روضة تهدي إليّ أنيقة ... تدبّج أسطارا على ظهر مهرقِ

أحلّي بها نحري علاء وسوددا ... وأجعلها تاجا بهياً بمفرقي

فكتب إلي مراجعاً: طويل

أتتني على شخص العلاء تحّية ... كراد الضحى في رونق وتأنقِ

أنمّ من الريحان ينضح بالندى ... وأطرب من سجع الحمام المطوّقِ

سطيران في مغزاهما أمن خائف ... وسلوة مشغوف وأنس مشوّقِ

نصوت أبا نصر بها همم العلى ... وأطلقت من آمالها كلّ موثقِ

وحملنا الوزير القاضي أبو الحسن بن أضحى إلى إحدى ضياعه بخارج غرناطة ومعنا الوزير أبو محمد بن مالك، وجماعة من أعيان تلك المسالك، فحللنا بضيعة لم ينحت المحل أثلها، ولم ترمق العيون مثلها، وجلنا بها في أكناف، جنات الفاف، فما شئت من دوحة لفاء، وغصن يميس كعطفي هيفاء، وماء يناسب في جداوله، وزهر يضمخ بالمسك راحة متناوله، ولما قضينا من تلك الحدائق أربا، واقتضضنا منها أتراباً عربا، ملنا إلى موضع المقيل، وزلنا عن منارة تزري بمنارة جذيمة مع ملك وعقيل، وضد وصولنا بدا غلي من أحد الأصحاب تقصير في المبرة، عرض لي منه تكدير لتلك العين الثرة، فأظهرت التثاقيل أكثر ذلك اليوم، ثم عدلت عنهم إلى الأضطجاع والنوم، فما استيقظت إلا والسماء قد نسخ صحوها،

<<  <   >  >>