للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كبرتُ إلى أن صرتُ أمشي على العصا … لتجبر ما أعرى الزَّمان من الوهن (١)

يقولون ما تشكي وهل من شكاية … أشدَّ على الإنسانِ من كبر السنِّ (٢)

قال: وأنشدني أيضاً لبعضهم:

[حملتُ العصا لا الضَّعف أوجب حملها … عليَّ ولا أنِّي تحنَّيتُ منْ كبرْ]

ولكنني ألزمت نفسيَ حملها … لأعلمها أن المقيم على سفرْ

قال: وأنشدني بها الموفق نصر بن سلطان لبعضهم:

كل أمرٍ إذا تفكرت فيه … وتأملته تراه طريفا

كنت أمشي على اثنتين قويا … صرت أمشي على ثلاث ضعيفا

قال المؤلف رحمه الله:

إذا تقوّس ظهر المرء من كبر … فعاد كالقوس يمشي والعصا وترُ (٣)

فالموت أروح شيء يستريح به … والعيش فيه له التعذيب والضرر (٤)

وقال أيضاً في المعنى (٥):

إذا عاد ظهر المرء كالقوس والعصا … له حين يمشي وهي تقدمه وترْ

وملّ تكاليف الحياة وطولها … وأضعفه من بعد قوّته الكبر

فإن له في الموت أعظمَ راحةٍ … وأمناً من الموت الذي كان ينتظر

وقال المؤلف رحمه اللّه:

حنانى الدهر وأفن … تنى الليالي والغيرْ

فصرتُ كالقوس ومن … عصاي للقوس وتر


(١) في الأصل: «ليخبر ما أعدى الزمان على الوهن»، صوابه في خ.
(٢) شكيت، لغة في شكوت.
(٣) في الأصل وخ: «فعادة القوس»، صوابه من الديوان ٣١٨.
(٤) في الديوان: «أروح آت».
(٥) الأبيات التالية في ديوانه ٣١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>