للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وممن قتل غيلة]

زياد بن عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان الحارثي

من بنى الحارث بن كعب، وكان خال أبي العباس أمير المؤمنين، وإنه ولاّه مكة والمدينة (١) فلم يزل عليهما حتى مات، فأقره أبو جعفر على عمله، ثم كتب إليه أن يقتل أبا محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية، وكان شيخ بني أمية، فقتله.

فلما تغيب محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، رضى اللّه عنهم، كتب إليه أبو جعفر أن يوثق عبد الله بن الحسن حديدا، ويضيّق عليه. فكان زيادٌ يرفه عن (٢) عبد الله ويحسن إليه في حبسه.

ثم إن أبا جعفر كتب إليه يأمره بقتله، فلم يفعل، فعزله وأغرمه ثمانين ألف دينار، وكره أن يكشف قتله، لموضعه كان من أبي العباس. فلما أخرج أبو جعفر ابنه المهدي إلى الرىِّ. قال لزياد: سر مع ابن أخيك. فسار ثلاث مراحل.

وإنّ زيادا تغدّى مع المهدي ثم انصرف إلى فسطاط، ثم أتى بقدح فشربه ولم يعلم المهدي بذلك. فلما ترحل الناس قام المهدي على باب سرادقه فقال:

ويلك يا غلام (٣).


(١) كان ذلك سنة ١٣٣. الطبري ٧: ١٤٧ - ١٤٨ والمحبر ٣٤. وقد عده ابن حبيب ٢٦٣ أحد ثمانية نفر أقاموا موسم الحج من العرب.
(٢) ب: «يرقه عند» وهو سوء قراءة من الناسخ.
(٣) كذا. والكلام غير متصل بما بعده، وبينهما سقط، هو تتمة الكلام وبدء الكلام على أسماء المغتالين من الشعراء، وفي صدرهم «مهلهل».

<<  <  ج: ص:  >  >>