للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نحو الأبلة (١) ثم الزحف نحو الحيرة (٢) وأمر على الجيش الثاني عياضا ووجهه إلى دومة بين الخليج الفارسي وخليج العقبة، ثم بالمسير إلى الحيرة أيضا، فإذا سبق أحدهما الآخر كان أميرا على صاحبه. أما عياض الذي كانت وجهته دومة فقد عوقه العدو مدة طويلة، وأما خالد فإنه لم يلق مقاومة في طريقه إلى العراق كما لقي عياض، وانضم إليه عدد كبير من البدو فتقوى بهم، وكثر جيشه حتى صار عدده ١٠. ٠٠٠ مقاتل عدا جيش المثنى البالغ عدده ٨. ٠٠٠ وكان الجميع تحت قيادة خالد. فكان أول من لاقاه هرمز وكان العرب يبغضونه لظلمه، ويضربونه مثلا فيقولون: (أكفر من هرمز) فكتب إليه خالد قبل خروجه:

(أما بعد فأسلم تسلم، أو أعقد لنفسك وقومك الذمة، وأقرر بالجزية، وإلا فلا تلومن إلا نفسك، فقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة) .

وقد جعل هرمز على مقدمته قباذ وأنو شجان، وكانا من أولاد


(١) الأبلة: بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة وهي أقدم من البصرة لأن البصرة مصرت في أيام عمر بن الخطاب وكانت الأبلة حينئذ مدينة.
(٢) الحيرة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النجف. وكانت الحيرة مركزاً لجملة ملوك اعتنقوا المسيحية وحكموا أكثر من ٦٠٠ سنة تحت ظل الفرس.

<<  <   >  >>