للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أفاريق (١) من العرب ونزل سميراء (٢) بطريق مكة، فوجه إليه النبي صلة الله عليه وسلم ضرار بن الأزور عاملا على بني أسد، وأمرهم بالقيام على من ارتد فضعف أمر طليحة حتى لم يبق إلا أخذه فضربه به بسيف فلم يصنع شيئا، فاعتقد الناس أن السلاح لا يؤثر فيه فكثر جمعه، ومات النبي صلى الله عليه وسلم وهم على ذلك. وأكثر من تبعه من أسد، وغطفان، وطيء، وفزارة وغيرهم، وفر ضرار ومن معه إلى المدينة. وكان طليحة يدعي أن جبرائيل كان يأتيه. وكان يسجع للناس الأكاذيب، وكان يأمرهم بترك السجود في الصلاة يقول: إن الله لا يصنع بتعفير وجوهكم، وتقبيح أدباركم شيئاً فاذكروا الله قياماً فإن الرغوة فوق الصريح. وأنفذ طليحة وفوده إلى أبي بكر في الموادعة على الصلاة (٣) وترك الزكاة، فأبى أبو بكر ذلك وكان لطليحة أخ يدعى حبال جعله على فريق من أتباعه. ولما عرض الوفد على أبي بكر ترك الزكاة قال: (والله لو منعوني عقالا لجاهدتهم عليه (٤)) .


(١) في الحديث: أفاريق العرب، وهو جمع أفراق وأفراق جمع فرقة.
(٢) سميراء بفتح أوله وكسر ثانيه بالمد وقيل بالضم: ماء بين ثور والحاجز في طريق مكة.
(٣) الموادعة: المصالحة.
(٤) لو منعوني عقالاً: قيل المراد الحبل وإنما ضرب به مثلاً لتقليل ما عساهم أن يمنعوه. وقيل المراد بالعقال نفس الصدقة.

<<  <   >  >>