للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبا بكر أمر برد الأسرى لكنه رفض أن يدي مالكا من غير أن يشير إلى المصدر الذي استند إليه في الرفض، وهذا يخالف ما جاء في تاريخ الطبري والكامل لابن الأثير وأسد الغابة. فقد ورد في هذه المراجع أن أبا بكر أمر برد السبي وودى مالكا. وقد كانت زوجة مالك بن نويرة غاية الجمال. وكان خالد بن الوليد يحبها فقتل زوجها مالكا ليتزوجها مع أنه أقر بالإسلام. وقال مالك عندما أمر خالد بقتله: (إن هذه التي قتلتني) يريد زوجته، وهذا الذي استوجب غضب عمر على خالد. وكان يريد أن يرجمه باعتباره زانيا.

وفي زواج خالد بزوجة مالك بن نميرة يقول أبو نمير السعدي:

ألا أقل لحي أوطئوا بالسنابك ... تطاول هذا الليل من بعد مالك

قضى خالد بغيا عليه بعرسه ... وكان هوى فيها قبل ذلك

فأمضى هواه خالد غير عاطف ... عنان الهوى عنها ولا متمالك

فأصبح ذا أهل وأصبح مالك ... إلى غير أهل هالكا في الهوالك (١) (٢) .

كان ممن شهد لمالك بالإسلام أبو قتادة الحارث بن ربعي أخو بني سلمة وقد كان عاهد الله أن لا يشهد مع خالد بن الوليد حربا أبدا بعدها وكان يحدث أنهم لما غشوا القوم راعوهم تحت الليل فأخذ القوم السلاح


(١) راجع تاريخ أبي الفداء.
(٢) نستبعد صحة هذه الرواية. وليس كل ما ورد من الروايات في كتب التاريخ صحيحاً. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله الله في أصحابي لا تتخذوهم هدفاً ... أي اتقوا الله في أصحابي لا تؤذوهم. ونحن نميل إلى اختيار الروايات التي تنزه الصحابة جميعاً رضي الله عنهم وغفر لهم. (المنقح) .

<<  <   >  >>