للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال له نهار: أمرر يدك على أولاد بني حنيفة مثل محمد، ففعل وأمر يده على رؤوسهم وحنكهم (١) ، فقرع كل صبي مسح رأسه، ولثغ (٢) كل صبي حنكه.

وجاء أبو طلحة النمري فسأله عن حاله فأخبره أنه يأتيه رجل في ظلمة فقال: (أشهد أنك الكذاب وأن محمدا صادق، ولكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر) فقتل معه يوم عقرباء كافرا.

وقالوا لمسيلمة تتبع حيطانهم كما كان محمد يصنع فصل بها. فدخل حائطا من حوائط اليمامة فتوضأ، فقال نهار لصاحب الحائط: ما يمنعك من وضوء الرحمن فتسقي به حائطك حتى يروى ويبتل كما صنع بنو المهرية - أهل بيت من بني حنيفة - وكان رجل من المهرية قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ وضوءه فنقله إلى اليمامة فأفرغه في بئره ثم نزع وسقى وكانت أرضه تهوما فرويت وجزأت فلم تلف إلا خضراء مهتزة، ففعل الرجل فعادت يبابا لا ينبت مرعاها.

وأتاه رجل فقال: ادع الله لأرضي فإنها مسبخة كما دعا محمد لسلمى على أرضه، فقال ما يقول يا نهار، فقال قدم عليه سلمى وكانت أرضه سبخة فدعا له وأعطاه سجلا من ماء (٣) ومج له فيه (٤) فأفرغه في


(١) حنكت الصبي تحنيكاً: مضغت تمراً أو نحوه ودلكت به حنكه.
(٢) ثقل لسانه بالكلام.
(٣) السجل: الدلو العظيمة.
(٤) مج الرجل الماء من فيه: رمى به.

<<  <   >  >>